في الآونةِ الأخيرةِ تردَّدَ كثيراً مصطلحُ العنفِ الأسريِّ، أو العنفِ تُجاهَ الشَّريكِ(من كلا الطّرفينِ) خاصّةً بعد المحاكمةِ الشّهيرةِ بينَ “جوني ديب” وطليقتِهِ “آمبر هيرد”.
فما هو العنفُ الأسريُّ وأينَ ينشأُ؟ وما العوامِلُ المؤثّرةُ فيهِ؟
يحدثُ العنفُ الأسريُّ وسوءُ المعاملةِ الزوجيَّةِ، أو العنفُ تُجاهَ الشّريكِ الحميمِ عندما يحاولُ أحدُ الشّريكينِ السّيطرةَ على الآخرَ في العلاقةِ ويمكنُ أن يتجسَّدَ في ذلكَ نفسيّاً: مثلَ الإهانةِ اللّفظيّةِ والتّهديدِ والإستغلالِ العاطفيِّ والعدوانيِّ، أو جسديّاً مثلَ الضّربِ وغيرهِ.
وينشأُ العنفُ الأسريُّ بسببِ تعلُّمِ العديدِ من المعتدينَ، من محيطِ أسرتهِم، يكرّرونَ هذه الممارساتِ السّامةِ تُجاهَ أبنائهِم وشراكائهِم.
وأكّدتْ عدّةُ أبحاثٍ دورَ التعرُّضِ المبكرِ للعنفِ الأسريِّ عاملاً مسبّباً للعنفِ تجاهَ الشّريكِ فيما بعد، سواءَ أكانتْ متمثّلةً في مُشاهدةِ العنفِ المتبادلِ بين الأبوينِ أو تعرّضَ الطّفلِ للعنفِ والإساءَةِ.
وتقولُ التجربةُ أنّ الذين شَهِدوا هذه المَظاهرِ وتعرّضوا لها، قد يُطَوِّرونَ أساليباً للتّعبيرِ عن الغضبِ غيرَ الذين لم يتعرّضوا للعنفِ الأسريِّ.
وفي دراساتٍ أخرى ظهرتْ مشكلاتٌ أخرى عند الأبناءِ، إذ يواجِهُ الأهلُ صعوبَةً في توجيهِ أبنائهِم على التّحكُّمِ بمشاعرِ الخوفِ في حالِ كانوا الضَّحيَّةَ إذ لايستطيعون توجيهَ وإدارةِ المشاعرِ بأنفسهم.
يمكنُنا الحدُّ من ظاهرةِ العنفِ تُجاهَ الشَّريكِ أو العنفِ الأسريِّ في الدّرجةِ الأولى بالإبلاغِ عنها والإعترافِ بها وإيجادِ الدّعمِ المناسبِ للضّحايا لإنهاءِ العلاقةِ المؤذيةِ والمساعدةِ في التخلُّصِ من آثارِها، وتأمينِ برامجَ تساعدُ الزّوجينِ على تعلُّمِ استراتيجيّاتٍ فعّالةٍ لإدارةِ الغضبِ والتّحكّمِ بالمشاعرِ.
