أنا ملَلتُ فَما خوفِي مِن الخيانَة! مقال بقلم✍️زينب سليمي

أنا ملَلتُ فَما خوفِي مِن الخيانَة! مقال بقلم✍️زينب سليمي


تتعدّدُ العلاقاتُ في مُجتمعِنا، و تتعدّدُ أنواعُ هذهِ العلاقات،  فمثلاً العلاقاتُ الاجتماعيَّةُ مختلفَةٌ عنِ العلاقاتِ العاطفيّةِ و عِن العلاقاتِ الجنسيَّةِ أيضاً. و لكن كيفَ تُبنى هذهِ المشاعِرُ و على أيِّ مبادئ ؟
نحنُ نعلمُ أنّ إنشاءَ أيَّ علاقةٍ يجبُ أن يُبنى على إنجذابٍ من كِلا الطّرفينِ و انسجامٍ عميقٍ و ذلكَ لإكمالِ الحياةِ معاً. و لكن، هل فكّرتَ يوماً لما نبحثُ عِن شخصٍ و نقيمُ معهُ عَلاقَة؟
إنّ العلاقاتَ البشريَّةَ مبنيَّةٌ على مبدأ المَلل!  نعم، المَلل.
هل فكّرتَ يوماً لِما نُحِب؟  لأنّنا قد مَللنا الوِحدة،
لِما نَتزوّج؟  لأنّنا قَد ملَلنا العُنوسة
لِما نُنجِب الأولاد؟  لأنّنا قَد مَللنا مِن أسمائنا و نَرغبُ أن نُنادى بأمي او أبي
لِما نخرجُ مِن المنزلِ؟  لأنّنا قَد ملَلنا المُكوث فيهِ
لما نعودُ للبيتِ؟  لأنّنا مَللنا الخُروج
و هكذا تسيرُ الحياةُ و مبدأُ العلاقاتِ، نمَلُّ من شيءٍ فنذهبُ لأشياءَ أخرى تكسِرَ حاجِزَ الملَلِ.
هل فكّرتَ أيضاً عن سببِ الخيانةِ بينَ امرأةٍ و رجُل؟  سأقولُ لكَ،  مثلاً حين يتمُّ الزّواجُ، تصبِحُ المرأةُ للرّجلِ ككتابٍ مفهومٍ جداً،  كتابٌ قد يكونُ عُنوانهُ جميلاً و لكنَّ مضمونَهُ باتَ واضحً،و مهما بلغَ عددُ الصّفحاتِ فهو قَد قرأها جميعَها،  فهُو قد أصبحَ مُدركاً تماماً لِما قد ستصنَعُه أنثاهُ، مِن ردة فعلٍ تجاهَ أمرٍ ما، مِن ملابسَ، و تصفيفَةِ شعرٍ، من طعامٍ، ومن حديثٍ حتّى، لا جديدَ أبداً و هُنا يدخُلُ الرّجُلُ في حالةِ روتينٍ و ملَل!  و رُغمَ أنّ لا شيءَ يبرِّرُ الخيانَة، إلّاً أنّهُ فِي هذهِ الحالةِ يذهَبُ إلى امرأةٍ أخرى ليكتشِفَها، لتكونَ عنوانَ كتابٍ جَديدٍ مُلفِتٍ، دونَ إدراكِهِ أنّه حينَ يكتشِفُ هذهِ المرأةَ جيّداً سيعودُ إلى نفسِ المللِ الذي ذكرناهُ، عِلماً أنّهُ لا يكرهُ زوجتَهُ، بل هو فقط قد ملَّ من شيءٍ ما.
فكيفَ يمكِنُنا تجنُّب المَللِ فِي أيِّ علاقَة؟
١- خُوضا مشاكِلَكُما ولا تتجنَّباها:
إذا كُنتَ تشعُر بالملَلِ في علاقتِكَ فإنَ شريكَكَ على الأرجحِ يشعُرُ بالأمرِ نفسِه.
الكثيرُ مِنَ النّاسِ يتجنَّبونَ الحديثَ مع شُركائهِم عنِ الشُعورِ بالمَلل، لأنّهُم يخافونَ جرحَ مَشاعِر الشّريك، أو أنّهُم لا يعتقدونَ أنّ الأمورَ ستتغيَّر، أو يعتقدونَ أن حلَّ المُشكلاتِ سيتطلّبُ جُهداً يفوقُ المُمكنَ.
الحلّ: إسأَل شريكَكَ عن دقائِقَ قليلةٍ للتّحدُّث، وشارِكهُ عمّا تمُرُّ بِه وعن رغبَتِكَ في أن تكونَ صادقاً مَعَهُ، لا تكن عنيفاً أو تُمارسَ عُنفاً سلبيّاً.
اتّسم بالشّفافيّةِ والإعتِناء حتّى لا تتسبَّب في حدوثِ ردِّ فِعلٍ دِفاعيٍّ مِن الشَّريك.
٢ – مارِسا هواياتِكُما معاً:
جِدَا اهتماماتٍ وأنشِطةً تَستمتِعانِ بها معاً، لا تَنسيا قضاءَ وقتٍ في اهتماماتِكُما الفرديّة.
فإنَّ الشريكينِ يكونانِ في علاقَةٍ صحّية عندما يقضيانِ الوقتَ معاً وكُلٌّ على حِدة أيضاً.
٣- اقضِ وقتكَ حولَ أشخاصٍ يُضيفون إليكَ، لا يأخذونَ مِنك:
قلِّل الوقتَ الّذي تَقضيهِ حولَ الأشخاصِ الّذين يأخُذونَ منك، سواءً كانَ هذا الأخذُ عاطفياً أو نفسياً أو جسدياً.
فإن كانَ الناسُ يأخذونَ أفضلَ جزءٍ مِنكَ، فما الّذي تُبقيهِ لتعودَ به إلى علاقَتِك العاطفيّة؟
إذا كُنتَ تحيطُ نفسَكَ بأصدقاءَ لا يُضيفونَ قيمَةً أو نماءَ إلى حياتِكَ، فربّما إذاً تكونُ في حاجةٍ للكفِّ عِن قضاءِ الوقتِ معهُم.
أنتَ وشريكُكَ ستَتَغيّرانِ على مدارِ الأعوامِ، فهذا جزءٌ مِن كونِكُما بشراً، وهذا سيدفعُ علاقتَكُما إلى التّغيير أيضاً.
ولكن، عليكُما أن تُقرِّرا ما إذا كانتِ العلاقةُ سَتتطوّر. هَل ستكبرانِ معاً أو كُلٌ منكُما في جانِب؟

لديكُما ما تحتاجانِه لحمايَةِ العلاقَةِ مِن الملَل، فقط بالقليلِ مِنَ الجُهدِ و الوَعِي، والحِوارِ المُنفتِحِ، وتخصيصِ الوقتِ للّعب.
و في النِّهايَة، لا وجودَ لحلٍّ يحدُّ منَ المَللِ سِوى السّعي و المُحاولَةُ لخلقِ أشياءَ جديدةٍ نقومُ بِها. و لكن هَل سيأتِي يومٌ و يكونُ المَلَلُ سبَباً لاندلاعِ حربٍ و أزماتٍ بينَ الدّول؟! ام سيبقى مقتصِراً على علاقاتٍ مَحدودةٍ بينَ البَشر؟