الألوانُ والمستشفياتُ، بقلم ✍️ عباس روماني

الألوانُ والمستشفياتُ، بقلم ✍️ عباس روماني


المستشفى هي منَ الأمكنةِ التي نواجِهُ فيها المعاناةَ والألمَ والمكانُ الذي نناضلُ به من أجلِ البقاءِ على قيدِ الحياةِ ، إضافةً إلى الواقعِ التِّقنيِّ والعلميِّ الذي يقومُ عليهِ عملُ المستشفى، ولكنْ هناكَ جانبٌ آخرَ كالجانبِ البصريِّ والجانبِ الرّوحيِّ فمنْ خلالِهِما تتجسَّدُ الأشكالُ وتفاصيلُها التي تراها أعينُنا كالإضاءَةِ والألوانِ وعناصرَ من الطَّبيعةِ كالتي نشعرُ بها لتحقيقِ الشِّفاءِ النَّفسيِّ والرّوحيِّ والجسديِّ.
هل سألْنا أنفُسا لماذا هناكَ ألوانٌ على الممرّاتِ وفي غرفِ مرضى السّرطانِ حتّى في غرفةِ العمليّاتِ لماذا اللّونُ الأخضرُ ، لكلِّ شيءٍ سببٌ. أظهرَتْ عدَّةُ دراساتٍ أنّ جودَةَ البيئةِ المرئيَّةِ يمكنُ أن تؤثِّرَ تأثيراً مكانيّاً إيجابيّاً، ويمكنُ للأعمالِ الفنيَّةِ الإيجابيَّةِ في المستشفياتِ أن تؤثّرَ في طاقمِ العملِ وعلى سَيْرورَةِ تعافي المريضِ.
أظهرت دراسةٌ نشرتها (Informa UK Limited) أنّ الفنَّ يسهمُ إسهاماً فعّالاً في إنشاءِ بيئةٍ يشعرُ فيها المرضى بالأمانِ وتعزِّزُ قدرتَهم على التّفاعلِ مع الآخرينَ، والحفاظُ على اتصالِهِم بالعالمِ الخارجيِّ.
فالألوانُ تعطي الهدوءَ والرّاحةَ والإسترخاءَ خاصَّةً الألوانُ الفاتحةُ، لكلِّ لونٍ تأثيرٌ نفسيٌّ على الشّخصِ.
إنّ مانَنعَمُ بهِ من جمالِ الكونِ وجلالِ الطَّبيعةِ يرجعُ إلى مافيها من ألوانٍ بديعةٍ تمتزجُ مع بعضِها وتكونُ مجموعاتٌ جذابةٌ لاتُعَدُّ ولاتحصى ولابُدَّ من تقديمِ عظيمِ الشُّكرِ والحمدِ لله تعالى على نعمِهِ التي لاتعدُّ ولاتحصى ومنها العينينُ التي نبصرُ بها كلَّ شيءٍ لكي نرى ونشعرَ بتفاصيلِ الحياةِ التي تحدثُ حولَنا.