ماتَتْ، دُمِّرَتْ ،اخْتفَتْ ،فُقِدَتْ الحِنِيَّةُ .. إنّ الحياةَ لا تقتصرُ على المالِ و لا حتى على الاملاكِ فمَنْ يفقِدُ الحِنِيَّةَ يعني يفقدُ الحياةَ.
إنَّها لأمرٌ مقدَّسٌ ، ينبعُ من القلبِ و يصُبُّ في الإنسانيَّةِ و يؤكِّدُ أنّك متمتِّعٌ بروحٍ صافيَةٍ تَدفُقُ الحبَّ النقيَّ.
عجيبٌ هذا الأمرُ ، تغيَّرَتِ الاحوالُ و تقلَّصَتِ الحِنِيَّةُ من حياتِنا ، اختفَتْ و كأنَّها شيئًا لم يكنْ و هذا كلُّهُ بسببِ أناسٍ أصبحوا كالحجارَةِ لا روحَ فيهم ولا إحساسَ لديهم.
لا أُنكرُ أنّ الحِنِيَّةَ مازالت مجبولةً بارواحِ بعضِ الافرادِ ولكن من المؤسفِ أنّهم يقعونَ ضحيَّةَ اشخاصٍ خُبثاءَ يدمِّرونَ قلوبهُم النَّظيفةَ التي لا تحمِلُ في طَيّاتِها إلّا الحبَّ اللّامحدودَ و الغدُ المملوءُ بطهارةِ الحبِّ.
نلتقي بعددٍ كبيرٍ من الاشخاصِ يُظهِرونَ لنا أنّهُم صلباءُ لا تهزُّهُم قوَّةٌ ولا كلامٌ يؤثِّرُ عليهِم ، ولكنْ إذا سافَرنا معهم الى حياتِهم الشَّخصيَّةِ نجدُ أطفالًا تسكنُ داخلَ هذه الاجسادِ الشّامخةِ القويَّةِ.
لا حذروا المسَّ بقلوبٍ بريئَةٍ محميَّةٍ بمحبَّةِ الرَّبِّ وأمانُهُ يسكنُ فيها، ، فإذا كسرتَ قلبًا صافيًا انتبهْ من ضربةٍ تكسرُ حياتَكَ و قلبَكَ المليءَ بالخبثِ و الكراهيَّةِ.
انتهَتِ الفرصُ أمامَ كسرِ القلوبِ و إهانةِ الكراماتِ و تدميرِ الحنيَّةِ التي نحتَمي بها ، حافظْ على من يُحبُّكَ و يُعطيكَ الحِنِيَّةَ و احميهِ بجفونِ عيونِكَ ، ولا تسمحْ لدمعةٍ أن تَخرُجَ من عينَيْهِ الجميلتَيْنِ و تأكّد عندَها ستغمُرُكَ الحِنِيَّةُ و السّعادةُ معاً..