“ذوي الإحتياجاتِ العامَّةِ” مقال ✍️ بقلم زينب سلامي

“ذوي الإحتياجاتِ العامَّةِ” مقال ✍️ بقلم زينب سلامي

الإعاقةُ من المصطلحاتِ التي تُطلَقُ على الأشخاصِ الذين يُعانونَ من حالاتٍ خاصَّةٍ تُسبِّبُ لهُم قيودًا في النَّشاطاتِ و المشاركاتِ و الأعمالِ العامّةِ، وذلك نتيجةَ إصابتهِم بعاهاتٍ جسديَّةٍ أو عقليَّةٍ، وهذه الإعاقةُ تَحدُثُ نتيجةَ خللٍ في هيكلِ الجسمِ أو وظائفِهِ، ينتجُ عنهُ صعوبَةٌ في تنفيذِ العملِ أو أداءِ المهمّاتِ، وينظرُ كثيرٌ من النّاسِ إلى الإعاقةِ بأنَّها حالةٌ معقَّدةٌ تنعكِسُ على الشَّخصِ المصابِ بها، ممّا ينعكسُ بصورةٍ مباشرةٍ على ملامِحِ الشّخصِ وعلى المجتمعِ الذي يعيشُ فيهِ، وفي العادةِ يُواجهُ الأشخاصُ من ذوي الإعاقةِ العديدَ من المصاعبِ سواءًا في داخلِ المجتمعِ أو حتى داخلَ العائلةِ نفسها، فيشعرونَ في بعضِ الأحيانِ أنّ وجودهُم في الحياةِ عبءٌ على غيرهِم.

ينظرُ العديدُ من الأشخاصِ المصابينَ بالإعاقةِ إلى هذا المصطلحِ بأنّهُ إشارةٌ على إصابتهِم بالعجزِ، لهذا يُفضِّلونَ استخدامَ مصطلحاتٍ أخرى، المهِمُّ ألّا تُظهِرَ عجزهُم على الرُّغمِ من وجودِ فرقٍ واضحٍ بين العجزِ والإعاقةِ، لأنّ أيَّ إنسانٍ يمكنُ أن يكونَ عاجزًا سواءَ كان مصابًا بعاهَةٍ أم لا، أمّا الإعاقةُ فلا تُسبِّبُ العجزَ إلّا إذا كانَ الشَّخصُ مستسلمًا لإعاقتِهِ الجسديَّةِ، ولهذا تعملُ المنظَّماتُ الدوليَّةُ التي تهتمُّ بذوي الإعاقةِ على مساعدةِ هؤلاءِ الأشخاصِ ودمجهمْ في مجتمعاتهِم، وتحديدِ حقوقِ الأشخاصِ ذوي الإعاقةِ، وإلزامِ الجميعِ باحترامِها. ينظرُ المجتمعُ إلى المعاقِ و كأنَّهُ قد ارتكبَ إثماً كبيراً على إثَرِ إعاقتِهِ؛ فلا يُعاملهُ الأفرادُ باحترامٍ والتزامٍ أخلاقيٍّ؛ بل على العكسِ يُشعِرونَهُ بالإهانةِ؛ حينَ يركِّزونَ أنظارهُم عليهِ؛ لا سيَّما عندَما يمرُّ وسطَ التجمُّعاتِ كالسّوقِ أو المستشفياتِ؛ وبعضُ النّاسِ يرتكبونَ أخطاءًا فادحَةً في التّعاملِ مع ذوي الاحتياجاتِ الخاصّةِ عندَ إشعارهِم بالشّفقةِ؛ وذلك لأنّ صاحبَ الإعاقةِ لديهِ مشاعرُ حسّاسةٌ للغايةِ، تتطلَّبُ من الأشخاصِ المحيطينَ بهِ الوعي في التصرُّفِ والمعاملةِ؛ كما يواجِهُ الكثيرَ من ذوي الإعاقاتِ العقليَّةِ مشكلةً في عدمِ إيوائهِم في مراكزَ صحيَّةٍ مُناسبةٍ؛ ممّا يجعلُهُم عُرضةً للسُّخريَةِ، عندَ خروجهِم دونَ علمِ ذويهِم نحو الأماكنِ العامَّةِ.

التّعاملُ مع ذوي الإحتياجاتِ الخاصَّةِ:

عليكَ أن تُحافِظَ على هُدوئِكَ وكنْ على طبيعتِكَ أثناءَ تعامُلكَ مع أيِّ شخصٍ من ذوي الإحتياجاتِ الخاصَّةِ فقد تُوَجِّهُ لهُ إهانَةً دونَ قصدٍ ،يمكنكَ أن تبادِرَ بسؤالهِ عن الطَّريقةِ المثاليَّةِ للتَّعاملِ معهُ بدلًا من أن تتعاملَ معهُ بطريقةٍ تسبِّبُ لهُ الأذى فهناكَ الكثيرُ منَ النّاسِ مِمَّن يتَجنَّبونَ طرحَ أسئلَةٍ واضحةٍ على ذوي الإحتياجاتِ الخاصَّةِ عن إعاقتِهم أو سُبُلِ التَّعامُلِ معهُم خوفًا من إحداثِ أذى نفسيّ لهُم أو جذبِ الانتباهِ لإعاقةِ الشَّخصِ وعلى العكسِ فقد يكونُ تجنُّبُ طرحِ السُّؤالِ عليهِم أكثرَ جذبًا للإنتباهِ لإعاقَتِهِم .

مساعدةُ ذوي الإحتياجاتِ الخاصَّةِ:

يجبُ على جميعِ المجتمعاتِ أن تتعَلَّمَ كيفيَّةَ التّعامُلِ مع ذوي الإحتياجاتِ الخاصَّةِ وأوَّلُ خطوةٍ في مساعدتهِم هي ضرورَةُ إختيارِ الألفاظِ المناسبةِ أثناءَ التحدُّثِ معهُم وكذلكَ يجبُ عليكَ أيضًا أن تتواصلَ معهُم بشكلٍ خاصٍّ ففي الكثيرِ من الأحيانِ يسطَحِبُ ذوي الإحتياجاتِ الخاصَّةِ معهُم مترجمينَ،ولكن لا تجعلْ تواصُلَكَ مع المترجِمِ بل تواصلْ معهُ مباشرةً ولا تجعلْ بينكُما وسيطًا ،يجبُ أيضًا التّعاملُ معهُ كشخصٍ طبيعيٍّ فلا تتعمَدْ الإنحناءَ له أثناءَ الحديثِ كما تنحني عندَ التحدُّثِ إلى طفلٍ فهو موقفٌ قد يسبِّبُ الإحراجَ لهُ .

يجبُ أيضًا أن تعرضَ المساعدةَ على شخصٍ من ذوي الإحتياجاتِ الخاصَّةِ أوّلاً قبلَ أن تبادرَ بتقديمَ المساعدةِ دونَ أن يطلبَ منكَ ذلكَ حتى لا تتسبِّبَ في إحداثِ إحراجٍ لهُ وإذا رفضَ الشَّخصُ مساعدتكَ لهُ فلا تصرَّ عليهِ بل اتركهُ وامضي لقضاءِ يومِكَ المعتادِ لأنَّ إصراركَ عليهِ يسبِّبُ له أذى نفسيّ ،بالإضافةِ إلى بادرْ بمصافحتِهِ ولا تركِّزْ على إعاقتِهِ ولا تتحدَّثْ معه بنبرَةِ عطفٍ بل بنبرةِ صوتكَ العاديَّةِ دونَ أيِّ تغييرٍ .

و أخيراً، إنّ هؤلاء الأشخاص لا يختلفونَ عنّا، بل يجبُ أن يشعروا أنّهم مثلُنا فيا ليتهُم اطلقوا عليهِم اسمَ ” ذوي الاحتياجاتِ العامَّةِ” لنشعرَ بمعاناتِهم و اوجاعِهِم.