الخاطِفةُ الجميلَةُ…بقلم أحمد قانصو

الخاطِفةُ الجميلَةُ…بقلم أحمد قانصو

لا أعلَمُ كيفَ عليَّ أن ابدءَ ، سرقَتْني خَطَفَتْني سَلبَتْني إلى عالمٍ جميلٍ بعيدٍ عن همومِ الدُّنيا، عالَمٌ يُشبِهُ مدينَةَ الأحلامِ .جَذَبَتْ قلْبي و عقْلي وروحي معًا تَخَيَّلْتُ للحَظاتٍ أنّي نائمٌ ،فأتَتْ أحلامي تَغْدُرُني لكنْ عندَما طالَتْ هذه اللّحظاتُ تأَكَّدْتُ أنّها حَقيقِيَّةٌ .

و في إحْدى اللّحَظاتِ شَرَدْتُ فيها و سألْتُ نفْسي :

كمْ استَغرَقَتْ من الوَقتِ هذه اللَّوحَةَ الفنيَّةَ المُميَّزَةَ حتى رسَمَها الخالِقُ بهذا الجمالِ؟كنتُ أنظرُ إليْها و كأنّي طفلٌ بريءٌ ، أو كأنّي أرى مشهَدًا رائِعًا لأوّلِ مرَّةٍ في حياتي.للْحَقيقَةِ إنَّهُ مشهَدٌ مُغري جدًّا ..

عيونٌ تسكنُ في داخِلها لمعَةٌ تكادُ أن توقِفَ القلبَ عن النَّبْضِ .وأنا أكتُبُ ما أراهُ للأسفِ خانَ اللِّسانُ قلَمي و عجِزَ عن كتابَةِ تلكَ العيونِ الخاطِفَةِ الجميلَةِ.

شعرتُ و أنا أنظُرُ إليْها أنّها مأوى لقلْبي و دفءٌ لروحي و مركزُ اطمِئناني و أيضا أماني و أمْني.

تذكَّرتُ السَّماءَ عندَ النَّظرِ لِوَجْهِها لأنَّهُ لا حدودَ لجمالِهِ ، فالأوَّلُ ليلٌ يتزيَّنُ بالسَّوادِ تَملَؤُهُ النُّجومُ و يَتَوسَّطُهُ القَمَرُ و الأخيرُ رُسمَ بلونٍ أسوَدٍ يُنيرُهُ بؤبُؤٌ جميلٌ يسرِقُ النَّظرَ إليْهِ.

احتارَتْ أفكاري و تلبَّكَ قلبي ، كيفَ علَيَّ أن أحْمِيَها هلْ أضعُ شِباكًا او عازِلًا أمامَ عيونٍ سالِبَةٍ لِقَلْبي؟

أم أُخْفيها في مكانٍ بعيدٍ عنِ النَّظَرِ؟نعم أوصَلَتْني تلكَ العيونُ إلى تفكيرٍ مُخيفٍ،عندَها نبضَ قلْبي مُجدَّدًا و تأكَّدْتُ من فكرَةٍ، أنَّهُ منْ يُحبُّ بِصِدقٍ يغارُ على محبوبِهِ من فمِ المُتكَلِّمِ.

أخيرًا شَكَرتُ ربّي على نِعمَةٍ تُقدَّرُ بعيونٍ جميلَةٍ أحْبَبْتُها، هذا هو الحُبُّ يأْتي من نظْرَةِ عيونٍ جميلَةٍ تَخْطِفُنا إلى عالَمِ العِشقِ و الأحلامِ، نعم إنّي أغرَقُ فيها ولكِنَّني لنْ أطلُبَ النَّجدَةَ لأنَّ الغَرَقَ في عيْنَيْها جميلٌ و ما أجمَلَهُ من غَرَقٍ.