الثَّوبُ الأبيَضُ الدّاكِنُ …بقلم أحمد قانصو

الثَّوبُ الأبيَضُ الدّاكِنُ …بقلم أحمد قانصو

لونٌ فريدٌ من نوعِهِ تسكُنُ فيهِ ألوانٌ غريبَةٌ لا يُظهِرُها خوفةً من أن يَنبُذَهُ الجَميعُ، يخجَلُ بها لأنّها عارٌ على المُجتمَعِ لُوِّنَ هذا الثَّوبُ بلونِ الحياةِ والجمالِ لونُ السّلامِ ، الأبيضُ ،ولكنَّهُ بُطِّنَ بلونِ الظّلامِ والخوفِ، اسودٌ داكِنٌ في زواياهُ مُزجَ الخيرُ مع الشَّرِ.تتساءلونَ عمّا أتحدَّثُ..

إنَّني أتكلَّمُ عن هذا الشَّخصِ الذي يُظهرُ للمجتمعِ أنَّه المِثالِيُّ المُمَيَّزُ و المُتعَفِّفُ الرّاقي و المُؤدَّبُ الخَلوقُ ، لكن خلفَ هذا القناعِ الجميلِ تَختَبِئُ عُقدَةٌ نفسِيَّةٌ تحتاجُ لمُعالِجٍ نفسِيٍّ منَ الفضاءِ ليُعيدَهُ إلى رُشدِهِ.

يعتقِدونَ أنّنا غَرِقنا في بحرِ الكذِبِ وانخَدَعنا بِوُجوُهِهمِ المُزيَّفَةِ ، و لكن في الحقيقةِ إنَّهم يعيشونَ في وهمٍ فاقدينَ للثِّقَةِ مُتَوَرِّطينَ بنَرجِسِيَّةٍ تكادُ أن تُنهي حياتَهُم. بئسَ هؤلاءِ الذين استغَلّوا قلوبَنا لأعمالِ الشَّعوَذَةِ و تمَلَّكوا القلبَ حتى تمكَّنوا .

انتبِه من شرِّهِم و حقارَتِهِم فهم يساهمونَ بتدميرِ عقلِكَ و روحِكَ و قلبِكَ الذي خُدِعَ و أصبحَ ينبِضُ لأجلِهِم حتى أجلٍ غيرِ مسمّى .

لا اعتقِدُ أنَّ الظُّروفَ تُبرِزُ الحقارَةَ ولا المشاكِلُ الخارجِيَّةُ تؤثِّرُ على العلاقَةِ الدَّاخلِيَّةِ إلّا معَ الذي بُنِيَ من قِطَعِ الخِداعِ والمَكرِ.

انتبِه لنَفسِكَ و خُذْ حذرَكَ ، إنَّهُم أعداءُ القُلوبِ فليسَ من يَقتُلُ الرّوحَ بالرَّصاصِ هو وحدَهُ المُجرِمُ.

لا،بل كلُّ شخصٍ يساهِمُ في قتلِ الرُّوحِ أو كسرِ القلبِ و تدميرِ الخواطِرِ هو مجرِمٌ و يُطلَقُ عليهِ لقبُ العدوِّ المُسِمِّ.يتظاهَرونَ بالحُبِّ و الإحترامِ ولكنَّهُم عنوانٌ للكراهِيَّةِ و البَغضِ .

يحمِلونَ في اجسادِهِم أوزانًا ثقيلَةً ممزوجَةً بالكذبِ و الشَّخصيّاتِ المتَنَكِّرَةِ.ثوبُهُم أصبحَ ذو رائحَةٍ كريهَةٍ بسبَبِ أعمالِهِم التي لا يمكِنُ وصفُها إلا بالحمقاءِ ،خَسِروا قلوبَنا الصّافِيَةَ و فقدوا أشخاصًا مثلَنا كانوا يملؤونَ حياتَهُم بالمسكِ و الطَّهارَةِ .

المضحِكُ المُبكي أنّهُم يختَبِؤونَ خَلفَ ثوبِ الدّينِ و أنَّهُم يخافونَ من ربِّهِم ولكن من يخافُ ربَّهُ لا يلعَبُ بمشاعرِ الآخرينَ و إنَّ الله على كلِّ شيءٍ قديرٌ و يعلمُ الصَّغيرَةَ و الكبيرَةَ، ربّي لا تكسِرنا يومًا و لا تسامِحْ من عذَّبَ قُلوبَنا أو قتلَ أرواحَنا..

فإنَّ اللّه يمهِلُ و لا يُهمِلُ.