مهسا أمينى، بقلم✍️جويل بو علي

مهسا أمينى، بقلم✍️جويل بو علي

مُنذُ وفاةِ شابّةٍ تُدعَى مَهسا أمينى إندلَعت الإحتجاجاتُ في إيران وصولاً إلى العالمِ لتُصبِحَ مَهسا قَضيّةً إجتماعيّةً إنسانيّة نسويَّة.

مَن هِي مَهسا أمينى؟
مهسا أمينى، الّتي إشتهرَت أيضاً باسمِ “جينا”، كانَت أمرأةً تبلُغُ مِن العُمر ٢٢ عاماً مِن مدينةِ سقز الغربيّة في محافظةِ كُردستان الإيرانيّة. إحتجزتها شُرطةُ الآدابِ الإيرانيّة خَارِجَ محطّةِ مِترو في طَهران يَومَ الثُّلاثاءِ الماضي ، حيثُ ادّعَى شُهودٌ عيان انَّها تَعرّضَت للضربِ أثناءَ نَقلِها الى مَركزِ احتجازِها. و توفيَت فِي مُستشفى إيرانيّ يَومَ الجُمُعَة بَعدَ أن قَضَت ثلاثَةَ أيامٍ فِي غَيبوبَة.
لماذا احتَجَزت شُرطةُ الآداب أمينى فِي طَهران؟
زَعَم المَسؤولونَ أنّ أمينى احتُجِزت لخرقِها القانونَ الإيرانيّ الّذي يُطالِبُ النِّساءَ بتغطِيةِ شعرِهِنَّ بالحِجابِ و أطرافِهِنَّ بملابِسَ فَضفاضَة.
قانونُ الحِجابِ الإلزاميّ فِي إيران، الّذي دَخلَ حيّزَ التّنفيذِ في عام ١٩٨١ بعدَ الثّورةِ الإسلاميّةِ في البِلاد، يتمُّ تطبيقُهُ بشكلٍ إنتقائِيٍّ و تعسُّفِيّ فِي كثيرٍ مِنَ الأحيانِ، و في الواقِع ادّعَت والدةُ أمينى أنّ ابنتَها كانَت تَرتَدي رداءً طويلاً فضفاض كَما هُو مَطلوب.
كيفَ يُفسِّرُ المَسؤولونَ الإيرانِيُّون وفاتَها؟
أصدرَت قوَّاتُ الأمنِ الإيرانيّةِ بياناً زعَمت فيهِ وفاةَ أمينى بنوبةٍ قلبيةٍ في مركزِ الاحتِجازِ، على الرُّغمِ مِن أنَّ عائلتَها شكَّكتْ في هذا الإدّعاء، مؤكِّدَةً أنّ ابنَتَهُم كانَت بصِحّةٍ جيِّدةٍ عِندَما تمَّ احتجازُها.
ردَّةُ فِعلِ العالمِ عَلى وفاةِ أمينى؟
اندلَعَت الإحتجاجاتُ خارجَ القُنصُليّة الإيرانيّة ، حيثُ نَزلَ الكثيرونَ إلى الشّوارِعِ يومَ الثُّلاثاءِ للإحتِجاجِ على وفاةِ أمينى، و فِي أماكِنَ أُخرَى شوهِدَت نِساءٌ يُحرِقنَ حِجابَهُنَّ مَع هِتافاتٍ مُعبّرَةٍ عِن حُقوقِ المَرأةِ و العُنف.
كَما قالَ مُستشارُ الأمنِ القومِيّ الأمريكِيّ جيك سوليفان أنَّ الوِلاياتِ المُتّحدَةَ الأمريكِيَّة قَلِقَةٌ للغايةِ مِن ظُروفِ وفاةِ أمينى.
تحتاجُ جميعُ النِّساءِ إلى تَعزيَةٍ بعدَ هذهِ الجَريمَةِ بِحقِّنا جَميعاً، لا يَجِبُ اضطِهادُ أيِّ امرأةٍ لاختيارِ ما تَرتَديه.
عَلينا جَميعاً رفعُ الصَّوتِ و المُطالَبةُ بحقِّ المرأةِ في اختيارِ مَلابِسِها، و حقِّ المرأةِ فِي الغناءِ و الرّقصِ و التّعبيرِ عِن مواهِبِها، و حقُّ المرأةِ في طلبِ الطَّلاقِ، و حقِّها فِي الوِصايَةِ على أطفالِها … و غيرِها مِن الحقوقِ الإنسانيَّة مِن أجلِ تحقيقِ الحُريّة و المُساواة.
صمتُنا يَدعمُ الظالِم، مِن خلالِ التَّحدُّثِ بصوتٍ عالٍ يُمكِنُنا رفعُ أصواتِ أولئِكَ الذينَ يتِمُّ إسكاتُهُم.