كَلِمَةُ ” أَصْحَابُ الْهِمَمِ ” هِيَ وِسَامٌ عَلَى صَدرِ كُلِّ مَن يَحْمِلُهَا، قَبْلَ أَنْ تَكُونَ مُجَرَّدَ مُصطَلَحٍ يُطْلَقُ عَلَى الْأَشْخَاصِ ذَوِي التَّحَدِّيَاتِ.
فَهُم يَخُطُّونَ مُستَقبَلَهُم بِتَفَرُّدِهِم، يَزْرَعُونَ فِي مَسَامَاتِ الرُّوحِ أَلْفَ بَسمَةٍ، بَل أَلْفُ أَمَلٍ.
نَكَتَشِف وَإِيَّاهُم سُبُلاً لِلعَيشِ نُعَبِّرُهَا بِدَهْشَةِ مَن يَرَى النَّارَ لِلْوَهْلَةِ الْأُولَى، نَكتَشِفُ فِي ضَعفِهِم قُدرَةً لَم نَعرِفها مِن قَبلُ.
أُوتَظُنّ أَنَّكَ إِذَا مَا كُنتَ سَلِيمًاً، فَإِنَّكَ تَملِكُ مِن المَقدِرَةِ مَا يَملِكُونَ،إِذَا مَا كُنتَ تَظُنُّ أَنَّ الْأَمرَ هَكَذَا فَإِنَّكَ عَلَى خَطَأٍ.
إِنَّكَ لَا تَفقِدُ شَيئً، إِلّا وَقَدْ وُهَبْتَ أَعظَمَ مِنهُ، صَحِيحٌ أَنَّهُم يَفقِدُونَ بَعضًاً مِن الْإِمكَانَاتِ الَّتِي نَملِكُهَا، إِلَّا أَنَّ فِي قَلبِ كُلٍّ مِنهُم شَيئٌ مَا يَروِي حِكَايَةَ بُطُولَةٍ مَعَ الْحَيَاةِ.
نقتبِسُ الْحَزْمَ مِنْ أَعْيُنِهِمْ، نَتَعَلَّمُ مِنْهُم كَيْفَ نَنْتَشِلُ أحْلَامَنَا مِنْ تَحْتِ رَمَادِ الْوَاقِعْ.
مَا مِنْ إِنْسَانٍ فِيهِ مِنْ الْكَمَالِ نُطْفَةٌ.
لَكُمْ صَارِعَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُم النَّقْصَ الَّذِي يَرْزَحُ تَحْتَهُ أَسِيراً، وَانْتَصَرَ عَلَيْه، كَمْ شَخْصٍ مِنْهُمْ سَطَّرَ نَجَاحَهُ بِحُرُوفٍ مِنْ إِصْرَارٍ، لا بَلْ مِنْ قُوَّةٍ يُحَاكِي فِيهَا أَلَمَهْ.
فالطّموحُ لَا يُعِيقُهُ نَقْصُ عُضْوٍ فِي الْجَسَدِ، بَلْ ضَعْفٌ فِي التَّفْكْيرْ.
مَا أَكْثَرَ مَنْ كَانَ سَلِيماً، لَا يَشْكُو أَلَماً، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَرْتَجِي هَدَفاً فِي حَيَاتِهِ وَحَيَاةِ مَنْ حَوْلِه.
مَا مِنْ شَخْصٍ مُعَاقْ، عَلَى الَعَكْسِ مِنَ الْمُجْتَمَعَاتِ مَا تُعِيقُ، كُلُّ إِنْسَانٍ نَاقِصٌ، وَلَا يَكْتَمِلُ إِلَّا بِاخْتِلَافِ أَخِيهِ الْإِنْسَانْ.
مِجْتَمَعَاتُنَا لَا تَتَقَدَّمْ، إِلَّا بِتَكَامُلِ جُهُودِنَا، إِلَّا وَنَحْنُ نَسِيرُ يَداً بِيَدْ.
لَا تَشْرِقُ الرُّوحُ إِلَّا مِنْ دُجَى أَلَمٍ.
فهَلْ تُزْهِرُ الأَرْضُ إِلَّا إِذَا بَكَى الْمَطَرُ؟!