فوضى العقولِ المزاجِيَّة، مقال بقلم✍️ زينب محسن

تَراهُم في أعلى مراحِل السعادةِ تارةً، حيثُ تشِعُّ من أعينِهِم تلكَ الابتسامَةُ الساحرةُ التي تخطِفُ الناظرينَ إليها و ترى الكونَ من خلالهِم مُختالاً و ضاحكاً، و تارةً تقتحِمهُ نوبةُ حزنٍ عميقةٍ ومزاجٌ سيءٌ يحكَمُهُم و يتحكَّمُ بهِم بل و يتسلَّطُ عليهِم فيعزِلهُم عن الناسِ، و تراهُم يطالبون بالوحدَةِ و عدمِ الاختلاطِ نظراً لحالتِهِمِ المزاجيةِ المُتعكِّرةِ و المتغيرةِ بينَ الحينِ و الآخر. إنهمُ الأشخاصُ المزاجيون.

ما اسوأَ المزاجية حينَ تتحكمُ باصحابِها و لكنْ بالرغمِ من هذا فإنَّ المزاجيَّ شخصٌ طيبُ القلبِ ويظلُمُ نفسَهُ كثيراً أكثرَ مما يظلِمُ الآخرينَ لانَّ الشخصَ المزاجيَّ بطبيعتِهِ حينمَا لا يفهمُهُ الشخصُ المقابلُ يظلمُهُ كثيراً و يوقِعُ بهِ أشكالاً منَ العِقاب. هم أصحابُ البعدِ المعنويِّ و الرّومانسيةِ ، أصحابُ الشِّعرِ و الأدبِ و التفاؤلِ و السّعادةِ، تجري في دمهِمْ روحُ المغامرةِ و خوضِ التجارُبِ و دائماً يحتوونَ من يحبونَ بصدقٍ و إنسانيّة.

ولكنَّ المعادلةَ الصعبةَ تكمُنُ هنا، لانهُ و على الرَّغمِ من تلكَ الصفاتِ الحميدةِ و فَهمِ اسلوبِ الشخصِ المزاجيِّ و التعاملِ معهُ برفقٍ نظراً لطبعِهِ، لكنَّهُ مخطئٌ منْ يظنُّ أنَّ مشاعرَ الناسِ لعبةٌ يمكنُهُ العبثُ بها او أنّها دراما زائدةٌ، لأن اختلافَ مزاجكَ شيءٌ يتعلقُ بكَ وحدكَ لأن لكلِّ فردٍ منا مشاغلُهُ و همومُهُ الّتي تكفيهِ.

للتّقلباتِ المزاجيّةِ حالةٌ منَ الهبوطِ و الإرتفاعِ تتقلبُ بينَ صديقٍ حميمٍ لكَ إلى عدوٍ لدودٍ و تتغيرُ بينَ ليلةٍ و ضحاها ،مِن نسمةِِ إلى عاصفةٍ يصعُبُ التّنبؤ بوقتِها و اتجاهِها، لذلكَ يبقى منَ الصعبِ التعاملُ معَ هذهِ الشّخصيةِ لأنّهُم متلبِّسونَ بثوبٍ مزاجيٍّ رائعٍ، رائعٌ لمنْ يفهمُهُم و سيءٌ لمن يجهلُهُم.