ْفي بِدايةِ المَقالِ أَلتمِسُ عُذراً من أرواحِكُنَّ الطَّيِبَةِ إنْ كنتُ قدْ نَسيتُ أو قصَّرْتُ في التَّوْصيفِ إنْ خانَتْنيِ حُروفي بِالتَّعْبيرِ لكنَّنِي جَمَعتُ كُلَّ ما بِدَاخِِلي وَبَدَأْتُ بِسَرْدِ مَنْ تَشارَكْتُ مَعَهُنَّ نَفْسَ الرِّحْلَة .
سلامٌ إليْكُنَّ وَألْفُ سَلامٍ يَبْدَأُ للأُنثى الأَبِيَّةِ الَّتي رَكَعَتْ لَها الْحُرُوفُ الأَبجَدِيَّة .الأُنْثى القَوِيَّةُ الَّتِي عَبَرَتْ الحياةَ الفِكرِيَّةَ، الأُنثَى الزَّهْرِيَّةُ التّي تتَصرَّفُ بِعفَوِيَّةٍ، الأُنْثَى المجْنُونَةُ الَّتي تُفْرِطُ بِمَشَاعِرِهَا الحَنونَةِ، الأُنثَى الوَفِيَّةُ هيَ الَّتِي كَلَّمَتْ الحُبَّ بهِنْدَامِ الرَّسَائِلِ القَلْبِيَّةِ، الأنْثى الخجولَةُ هِيَ الَّتي تَشُقُّ رَبيعَ عُمْرَها كَوَرْدَةٍ زَنْبَقِيَّةٍ، الأُنثى الزَّيْنَبِيَّةُ هِيَ الَّتِي تَستَقيمُ في صَلاتِها وتَتْلُو كِتابَ الله يَوْمِيّاً، الأنثى الشَّقِيَّةُ هِيَ الَّتي تَتَلاعَبُ بِالْمَشَاعِرِ لأَنَّ أَخْرَقا كانَتْ لَهُ ضَحِيَّةً، الُأنثى النَّكَدِيَّةُ هِيَ الّتِي تَنْتَظِرُ دَلَالاً مُفْرَطاً مِنْ حَولِها، الأُنْثَى العَذْرَاءُ هيَ مِثَالُ الطُّهْرِ والنَّقَاءِ ،الأنثى المُتَزَوِّجَةُ هيَ مَزيجٌ من إِكْسِيرِ الْحُبِّ وَالقُوَّةِ وَالْعَطَاءِ، الأُنثى الفُكَاهِيَّةُ هِيَ الَّتِي تَعْشَقُ الضَّحِكَ والجَلَساتِ الأُنسِيَّةِ، الأُنثى العامِلَةُ هي الَّتي تَكْدَحُ لُتَبْنِي نِصْفَ المُجْتَمَعِ، الأنثى الجَميلَةُ هيَ الَّتي لا تُعْطِي لِلْحِقْدِ أيَّ قِيمَةٍ ، الأنثى المُطَلَّقَةُ هيَ الَّتي تَحَمَّلَتْ وتَأَلَّمَتْ، حَزِنَتْ وَتَعَلَّمَّتْ، لِتَنالَ شَرَفَ البَقَاءِ.عَصَرَتْ زَادَ دَمْعِهَا وانْتَشَلَتْ مِنْ روحِهَا رُكَامًا مُتَبَقِّيَّةً لِتُدَاوِي دَاءَها ، وَتَكونَ دَوَاءَها عَسى أنْ تُغيِّرَ تَفكِيرَ مُجْتَمَعٍ تافِهٍ يُطلِقُ سِهامَ الحَرْبِ عَلى كِبْرِيائِها فيَنْعَتُها كلَّ ما مَضَتْ بالأُنثى المُطَلَّقَةُ.
دَعوني أُخْبِرُكُم يا سادة أنَّ اللهَ أعزَّ النِّساءَ بسورَةٍ في كِتابِهِ منْ حَوَّاءَ خَلَقَها وبمرْيَمٍ اسْطَفَاهَا وبزَهْراءٍ وزَيْنَبَ أكْرَمَ مَقامَها .وَجعَلَ الرَّجُلَ قَوَّامًا عَلَيْهَا لَعَلَّهُ يخافُ اللهَ ويَكونَ رَجُلاً لَها ولَيْسَ عَلَيْهَا فَمَنْ ذاكَ الَّذي يُذِلُّ امْرَأَةً قَدْ رَفَعَ اللهُ مِنْ شَأنِهَا خَلْقاً وخُلُقا.