مونديال ٢٠٢٢ …مقال بقلم ✍️ زينات دهيني

مونديال ٢٠٢٢ …مقال بقلم ✍️ زينات دهيني

لحظةُ الفَرحِ والأجواءُ الرِّياضيّة على مَشارِفِ ساعاتٍ ، تمُرُّ كُلِّ أربعةِ سنواتٍ مَرّةً ليَستريحَ الشَّعبُ اللُّبنانِيّ مِن تَكبُّداتِ الأزماتِ السِّياسيَّة والاقتِصادِيّة وهُو المَنفَسُ الوَحيدُ الّذي يأخُذُنا إلى أجواءٍ اشتَقنا أن نَعيشَها لِنَنسى ما يحصُلُ في الواقِعِ اللُّبنانِيّ .

صافِرةُ الموندِيالِ ستَبدأ بعدَ غضُونِ ساعاتٍ والشَّعبُ اللُّبنانِيّ يبدأُ بتجهيزِ الأجواءِ و الزِّينةِ وتحضيرِ الأعلامِ الّتي بدأَت تلوحُ في الأُفُق وبدأَت تَحدِّياتُ الأصدِقاءِ وهُم بإنتِظارِ هذهِ اللّحظَةِ بفارِغِ الصَّبر، ولَكن ، في بَلدٍ يَحمِلُ مِن الأزماتِ كُلَّ ما هُو مِن مَعنى، كيفَ ستكتَمِلُ أفراحُ الأجواءِ الرِّياضِية؟

فمُتابَعَةُ الموندِيالِ فِي بلَدٍ مُحاصَر ٍبالأزماتِ المُتعدِّدَة أصبحَ مَن استطاعَ إليهِ سبِيلاً خُصوصاً بَعدَ تَعثُّرِ عمليّة نقلِ المُبارياتِ على الشَّاشَةِ الرَّسمِيّةِ لتلفِزيونِ لُبنان بِصورةٍ مَجّانِيةٍ فَوزيرُ الإعلام زياد المكاري طَرحَ معِ الجِهاتِ المَعنيّةِ نَقلَ المُبارياتِ و الحُصولَ على حَقِّ البثِّ مَجاناً، إلّا أنَّ طَلَبهُ قُوبِلَ بالرَّفضِ، ليَبدأَ التَّفاوُضُ على مَبلغٍ مالِيّ يُقدَّرُ بملايِينِ الدّولاراتِ لَم تستطِع الدَّولَةُ إلى اليَومِ تأمينَهُ.

فلا حلَّ لَدى اللُّبنانِيّنَ سِوى اللُّجوء إلى المَقاهِي والمَطاعِم فعُشّاقُ كُرةِ القَدمِ سيتَّجِهونَ حَتماً للإشتِراكِ عبرَ الوُكلاءِ المُعتَمدينَ للشّركاتِ النَّاقِلَة، ووِفقَ أحدِ الوكلاءِ فإنَّ «البدَلَ المُترتِّبَ على الإشتِراكِ يَبلُغُ حَوالي التِّسعينَ دولاراً، ما يُعادِلُ وِفقَ سِعرِ الصَّرفِ الحالِيِّ نَحوَ ثلاثةَ ملايينَ وسِتُّ مِئةِ ألفِ ليرةٍ »، وهُو مبلغٌ يفوقُ راتِبَ مُوظَّفٍ فِي القِطاعِ العام. وحَسبَ الوَكيلِ نَفسِه، تدنَّت نِسبَةُ المُشتركينَ في بَيروت من 90% قَبلَ سنواتٍ إلى 30 % اليَوم.

فَضَعفُ هَذا الإشتِراكِ لَيسَ فَقط مِن أجلِ المادِّيّ بَل هنالِكَ مُشكِلةُ الإنقِطاعِ في التّيّارِ الكَهربائِيّ .

أجواءُ الفَرحِ فِي بلدٍ فَقدَ طَعمَ الفَرحِ فِي أيّ شيئٍ لأيِّ سَببٍ كان، أصبَحَ عادَةً يومِيّةً وروتِينً سَنويّ، ولكِن لا بُدَّ مِن أنَّ الشَّعبَ اللُّبنانِيّ يتدبَّرُ أمرَ حالِهِ مِن أجلِ أنْ يَعيشَ لحظاتِ أجواءِ الرِّياضةِ المُنتَظَرةِ مُنذُ أربعِ سَنواتٍ. فَهذا حالُ لُبنان وهذا حالُ شعبِهِ الّذي يَخلُقُ مِن قَلبِ الأزمةِ لَحظةً لتُضيئَ قَلبَهُ بالسَّعادَة.