حُلمُ الطُّفولَةِ✨🌈 مقال بقلم✍️هديل فضة

حُلمُ الطُّفولَةِ✨🌈 مقال بقلم✍️هديل فضة

بَدأَتْ مُعظَمُ أحلامِنا في سنينِ الطُّفولَةِ المبكرَةِ، رَسَمناها في مُخيِّلتِنا، ووَضَعناها مُرفَقَةً بالألوانِ على أوراقٍ وقُصاصاتٍ، رُبّما يَحتفِظُ بها بعضُنا حتى يومِنا هذا.

أحلامُنا الصَّغيرَةُ تَشارَكناها مع أصدِقائِنا، وتحدَّثنا عنها أثناءَ تناولِ الطَّعامِ مع العائلَةِ.

كبِرنا، وتحقَّقَتْ بعضُ الأحلامِ، وتخلَّينا عن بعضِها الآخر، وما زِلنا مُستَمِرِّينَ بالحُلمِ.

تَرتَسِمُ الطُّفولَةُ عبرَ أحلامٍ وذكرياتٍ تبقى عالِقةً في الذِّهنِ مهما تَقدَّمَ الإنسانُ في السِّنِّ وفي مسيرتِهِ العلمِيَّةِ والعَمَليَّةِ، تلك الذّكرياتُ هي امتدادٌ لتَوجيهاتٍ يَبني عليها الإنسانُ مُستقبَلَهُ، بل قد تُؤثِّرُ على مسيرَةِ نَجاحِهِ، كونَها هي المركَزُ والأساسُ الذي يَبني تلكَ الشَّخصيَّةَ منذُ نُعومَةِ أظافِرِها، لأنَّها جاءَتْ في وقتٍ لا زالَتِ الذّاكِرَةُ تَبني تلكَ الشَّخصيَّة ولها مساحَتُها الخاصَّة بِها.
في طُفولَتِنا سَيْطَرَتْ الأحلامُ الجميلةُ والآمالُ والطُّموحاتُ العاليَةُ وحتى الإبداعُ على نفوسِنا، اسْتَحْضِرْ تفاصيلَها، وتذكَّرْ كم أرَّقَتْكَ وسلَبَتْ النَّومَ من جفونِكَ وشَحَنَتكَ بالطّاقَةِ والعزيمَةِ.. ما أجمَلَها من أحلامٍ وما أروعَها من أيّامٍ! أتتذَكَّرُها جيِّدًا؟ أليسَت أحلامًا كبيرةً لامِعَةً كالنُّجومِ، لا يَحُدُّها الواقِعُ ولا تُقيِّدُها العَقباتُ؟ ألم تُحلِّقٍ خِلالَها في السّماءِ، وتحُطَّ على المرّيخِ، وتغوصَ في قاعِ المُحيطِ وتستَمتِعَ بمُشاهدةِ كُنوزِهِ، وتَستكشِفَ الكُهوفَ المهجورَةَ والمغاوِرَ المُتشابِكةَ في قِممِ الجبالِ، وتجتازَ الصّحاري وتَعبُرَ الأدغالَ وتتسَلّقَ القِممَ، وتركَبَ الفِيَلَةَ وتُروِّضَ الأسودَ، وتُشارِكَ “سِندباد” في رَحلاتِهِ البَحرِيَّةِ “وابنُ بطوطَة” في رحلاتِهِ البَرِيَّةِ “وابنُ فرناس” في رَحلاتِهِ الجوِيَّةِ؟ أليسَ صحيحًا أنَّكَ قد دَخلْتَ إلى قصرِ الرَّشيدِ، وشاهَدْتَ الجَواري والغِلمان وجيوشَ الفتحِ؟ ألم تقطِفْ أزهارًا من حدائِقِ “بابل المعلَّقَة”، وحلَّقْتَ في السّماءِ الأولى برفقَةِ شَذاها؟ ألم تُشاركْ في أبعادِ الحياةِ المُختلفَةِ التي تَدُبُّ في “مِصرَ الفِرعونيَّةِ” حتى أنَّكَ شاهَدتَ بناءَ “أبو الهولِ”؟ ألم تتفاعَلْ مع الحِكاياتِ التّاريخيَّةِ حتى شاهَدْتَها عن كثَبْ، وغَدوتَ كأنَّكَ تعيشُ أدقَّ تفاصيلِها، بل تُشارِكُ في صُنعِ الأحداثِ فيها؟

عِندَما تُؤمِنُ بحُلمِكَ، وتَصوغُ طموحاتِكَ وأحلامَكَ على شكلِ أهدافٍ تضَعُها نصبَ عينيْكَ، وتُصِرُّ على بلوغِها، عندها فقط تكونُ قد سلكْتَ الطَّريقَ الصَّحيحَ الذي يُحوِّلُ الحُلمَ إلى واقعٍ تعيشُهُ. ثابِرْ وحارِب الصِّعابَ.. ذلِّلها.. تحدَّ نفسَكَ، وتخيَّلْ دائمًا و باستمرارٍ أنَّكَ قد بلغْتَ ما تُريد… تذوَّقْ طعمَ النَّجاحِ الذي حقَّقتَهُ، استشعِرهُ، فقد أصبحَ واقعًا.