وَطَني المغوارُ ذَبُلَت لَهُ مِئتانِ وثمانيةَ عشرَ وَردَةً و تألَّمَ لَهُ سبعَةُ آلافِ قَمَرٍ ، في الرابِعِ مِن آب عامَ ألفينِ واثنينِ وعشرينَ، احتضَنَ المَصائبَ التي حلَّتْ بِهِ بكُلِّ صبرٍ وانهارَتْ دُموعُهُ في صمتٍ كي لا نَنهارَ . وَطَني “لبنان” احتضَنَ شعبَهُ العظيمَ تحتَ أجنِحتِهِ فتساقَطَت عليها حجارةٌ من سجّيلٍ و جمرٌ من جَهنَّمَ فذاقَ ألمًا شديدًا لكِنَّهُ وقَفَ لأجلِ أنجُمِ الأجيالِ السّاطِعَةِ .
وَطَني لم يكُنْ يومًا سببًا لألمِ مُواطنٍ واحدٍ ، وَطَني لم يكُن يومًا جمرًا على قلوبِ أحبَّتِهِ ، وَطَني لم يكُن يومًا ضعيفًا ، لن تَرى عزيزي القارئ، وطنًا جبّارًا يتَحمَّلُ كلَّ ما حلَّ بهِ من أزماتٍ إقتصاديَّةٍ و انفجاراتٍ شعبيَّةٍ و غيرِها من المصائِبِ السِّياسيَّةِ لن ننسى أيضًا انفجارَ “بيروت” الذي صدَحَ في قَلبِ الوطَنِ لكنَّهُ بقيَ صامدًا كصمودِ الجِبالِ في مهبِّ الرّيحِ ، وَطَنيَ المِعطاءُ، لم يكُن يومًا بخيلًا على أحدٍ ، لا تَنسى عزيزي القارِئ “سويسرا الشَّرق” التي تحدَّثَ العالمُ أجمَع عن جمالِها ، عن ثرائِها ، عن كرمِها ، عن عطائِها ، وَطَني هو وَطنُ المَجدِ ، وطنُ الفخرِ ، وطنُ العزِّ.
ما ذنبُكَ يا وَطَني بما حلَّ بكَ؟ ما ذنبُ تُرابِكَ الغالي؟ما ذنبُ اسمِكَ السَّميِّ ؟ ما ذنبُ أرزِكَ الشاّمِخِ ؟ الإنهيارُ الإقتصاديُّ ليسَ حُجَّةً ، هَل أَرادَ “لبنان” هذا الإنهيار ؟! هل أَرادَ لكَ الأذيَّة َ ؟! لا و ألفُ لا ، هي الظروفُ ، و لابدَّ للظُّروفِ بالتَّغييرِ ، و لكنَّ السُّؤال، ما ذنْبُ اسمكَ يا وَطَني ؟
