تنطبِقُ مَقولةُ:”مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائِدُ” على أصحاب مركبات “التوك توك” في لبنان، والّذين يَلقوْنَ رواجاً كبيراً في ظِلِّ الأزمةِ المُترَدِّيَة الّتي يمرّ بها البلد.
“التوك توك” هو وسيلة نقل مهمّة ومنتشرة في البلدان المكتظّة، ولكن لتلك العربة الصّغيرة في لبنان، دورٌ كبيرٌ أبعد من ذلك، فهي تحدٍّ لظروف المعيشة، فمثلاً، إلى جانب اعتماده كوسيلة نقل للرّكاب في بعض القرى البقاعيّة والشّماليّة، فإنّ “التّوك توك” يستخدم في معظم الاحيان كمؤسسة تجاريّة متنقّلة :كمطعم صغير، أو “كشك” لبيع القهوة والسّجائر إضافة إلى نقل البضائع، فضلاً عن استبدال وسائل النّقل الأخرى كالحافلات وسيارات الأجرة به، وذلك نظراً لأسعاره الرّخيصة والمقبولة،ويتقاضى سائقو التوك توك بين (٢٠٠٠- ٣٠٠٠) للتوصيلة الواحدة مقابل (٤٠٠٠) في الوسائل الأخرى. حتّى أنّ بعض النّاس يقودونه بدل سياراتهم.
يعتبر التوك توك من إحدى النّماذج المتطورة لمركبة ريكاشة اليابانيّة القديمة الّتي كان يجرّها سائق وتجري على عجلتين. وقد تطوّرت وتمّ تزويدها بترس ودولابين كالدّراجة، ثمّ أضيف لها محرّك حتّى وصلت إلى الشكل المتعارف عليه حاليا.
وتعدّ شركة “باجاج ” الهنديّة، أولى الشّركات المنتجة للتوك توك، وهي نفس الشَّركة المنتجة “للفيسبا” الّتي كثر استخدامها في الثمانينات. ثمّ قامت شركات أخرى بتصنيع التوك توك ومنها “تايلاند”.