المنطقةُ ٥١ السرّيّةُ…مقال بقلم✍️ عباس روماني

المنطقةُ ٥١ السرّيّةُ…مقال بقلم✍️ عباس روماني


إنّها منْ أكثرِ الأماكنِ السّريّةِ في العالمِ، يَغزوها الغموضُ، الإقترابُ منها ممنوعٌ، بلْ محظورٌ! داخِلُها لغزٌ يحمِلُ في طيّاتِهِ عناوينًا عريضةً منْ أسلحةٍ فتاكةٍ وسُفنٍ فضائيَّةٍ والأخطرُ من ذلك هي التجاربِ العلميّةِ التي تُنفَّذُ على البشرِ..إنّها المنطقةُ الواحد والخمسون الأمريكيةُ..فما سرُّ هذهِ المنطقةِ؟ وهلْ فعلًا ما يشاعُ عنها؟
تقعُ المنطقةُ الواحد والخمسون في صحراءِ “نيفادا” في شمالِ “لاسْ فيغاسْ”، لهذهِ المنطقةِ العديدُ منَ الأسماءِ لكنَّ أبرزها،ما يُعرَفُ، بالواحد والخمسون ويشيرُ هذا الرّقمُ إلى تصنيفِ المنطقةِ وموقعِها الجغرافيِّ الذي يُمنعُ التّحليقُ فوقَها منعاً باتاً، تمَّ افتتاحُ المنطقةِ عامَ ألف وتسعمئة وخمسة و خمسون وعُرفَتْ أنّها منطقةٌ عسكريّةٌ لاختبارِ الطائراتِ واختبارِ الأسلحةِ النّوويّةِ وتمَّ وضعُ لافتاتٍ تشيرُ إلى عدمِ الإقترابِ منها مع وجودِ رجالِ حراسةٍ مسلّحينَ. تمَّ التكتّمُ عن هذه المنطقةِ من قِبَلِ الحكومةِ الأميركيّةِ وعدمِ الإعترافِ بها حتى عامِ ألفان وثلاثة عشر.
وكما يقالُ أنّهُ عامَ ألف وتسعمئة وسبعة واربعون عثرَتْ الحكومةُ الأميركيةُ آنذاكَ على مركبةٍ فضائيَّةٍ تحطّمَتْ في تلكَ المنطقةِ وأنّها أخفَتْها بالكاملِ دونَ الإدلاءِ بأيِّ تصريحٍ! حتّى صرّحَت فيما بعدْ بأنَّ الذي تحطّمَ هو عبارةٌ عن منطادٍ، رُغمَ زعمِ بعضَ الناسِ أنَّهم رأُوا طبقًا فضائيًّا طائرًا ليسَ بمنطادٍ.
نُسِبَ لهذهِ المنطقةِ العديدُ منَ الأساطيرِ فأبرزُها أنّها مهبِطٌ لطائراتِ الكائناتِ الفضائيّةِ فبحسبِ السكانَ المجاورينَ للمنطقةِ فقد شاهدوا العديدَ من المراكِبِ الفضائيَّةِ و كائناتٍ مخيفةٍ وأصواتٍ مريبةٍ. والأسطورةُ الثّانيةُ أنّها منطقةٌ لصنعِ أسرعِ وأقوى طائراتِ تجسُّسٍ في العالمِ.
والأسطورةُ الأخيرةُ والتي شكّلَتْ رعباً عندَ البعضِ أنَّ هذهِ المنطقةُ هي منطقةُ تجاربٍ علميّةٍ على البشرِ، هدفُها إنشاءُ جيشٍ متطوّرٍ لا يمكنُ ردعُهُ، بإختصارٍ تطوّعْت شابّةٌ جامعيّةٌ إسمُها “أبيغيل” إيماناً منها بإنجاحِ هذهِ التّجربةِ، ومعَ بدءِ التّجربةِ ومرورِ الأيّامِ بدأَت هذه الشابّةُ الجامعيّةُ تتغيَّرُ شيئاً فشيئاً إذ أنَّ شعرَها تحوّلَ لرماديٍّ وبدأَ يتساقطُ كما جلدُها بدأ يشيخُ، ظهرَ لها أسنانٌ بمناطقَ أخرى، حتى تحوَّلَت هذه الشابّةُ إلى وحشٍ بكلِّ ما للكلمةِ من معنى. فبعدها قامَ الجيشُ بحراسةِ المنطقةِ ومنعِ البشرِ منَ الإقترابِ منها. فكما يزعمُ أحدُ حرّاسِ المنطقةِ أنَّهُ يسمعُ صوتَ “أبيغيل” من حينٍ إلى آخرٍ!
وأخيرًا نحن في هذا المقالِ قدّمنا كلَّ ما توفّرَ لنا من معلوماتٍ، لكنْ بالنّسبةِ لهذه المنطقةِ يبقى العلمُ عندَ اللّه إنْ كانَت صحيحةً أم مجرَّدُ نسجٍ من الخيالِ، لكنْ بحسبِ المعلوماتِ أنّها منطقةٌ سرّيّةٌ محظورُ الإقترابِ منها لأيِّ سببٍ من الأسبابِ، والغموضُ سيبقى يحيطُ هذه المنطقةَ حتّى كشفِ سرِّها.