حَتَّى لا تَنْدَمَ فِي العَامِ الجَديْدِ! مقال بقلم✍️ زينب محسن

حَتَّى لا تَنْدَمَ فِي العَامِ الجَديْدِ! مقال بقلم✍️ زينب محسن



نَتُوهُ فِي دَوَّامَةِ الحَيَاةِ، نَشْعُرُ بِالتَّشَتُّتِ وَ الفَرَاغِ أَحْيَانَاً وَ أَحْيَانَاً بِالضَّيَاعِ. نَفْقِدُ هَوِيَّتَنَا وَ تَتَدَاخَلُ عَلَاقَاتُنَا المُتَعَدِّدَةُ بَيْنَ عَلَاقَةِ العَائِلَةِ، الأَصْدِقَاءِ، الشَّرِيْكِ، عَلَاقَاتُنَا مَعَ العَمَلِ وَ مَعَ حَيْوَانِنَا المُفَضَّلِ وَ تَمُرُّ الأَيَّامُ بِدُوْنِ شُعُوْرٍ بِأَنَّهَا مَرَّتْ فَنَقِفُ لَحْظَةَ إِدْرَاكٍ لِنَتَذَكَّرَ بِأَنَّ هَذا الشَّهْرَ الأَخِيْرَ الَّذِي سَنُوَدِّعُ فِيْهِ عَامَاً وَ نَسْتَقْبِلُ عَامَاً جَدِيْدَاً. إِنَّهَا سَنَةٌ مَرَّتْ مِنْ عُمْرِكَ وَ لَكِنَّ السُّؤَالَ الأَهَمَّ مَاذَا فَعَلْتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ؟ مَا التَّغَيُّرُ الَّذِي طَرَأَ عَلَيْكَ ؟ لَا شَيْء!
عَلَى عَتَبَاتِ ٢٠٢٣، لَا زَالَ مِنَ السَّنَةِ أَيَّاماً قَلِيْلَةً وَ نُقْبِلُ عَلَى عَامٍ جَدِيْدٍ وً لَكِنَّ هَذَا العَام صَنَعَ بِدَاخِلِي الكَثِيٌرَ مِنَ الأًشْيَاءِ العَمِيْقَةِ وَ عَلَى الرُّغْمِ مَِن العِشْرِيْنَ سَنَةٍ الفَائِتَةٍ إِلَّا أَنَّنِي اكْتَشَفْتُ أَنَّ عُمْرِي ابْتَدَأَ الآنَ حِيْنَمَا قَدَّرْتُ الحُبَّ فِي كُلِّ تَفَاصِيْلِ يَوْمِي وَ كُلّ مَا عِشْتُهُ، القُلُوْبُ الَّتِي تُحِبُّنِي وَ حَاوَطَتْنِي بِالحُبِّ، عَائِلَتِيَ الَّتِي اسْتَغَلَّتْ وَقْتَهَا بِتَأْمِيْنِ كُلِّ مَا أُرِيْدُ وَ مِنْ جَِميْعِ النَّوَاحِي ، تَعَلَّمْتُ مَعَهُم كَيْفَ أَصْنَعُ الفَرَحَ بِنَفْسِي وَ اسْتَغِلَّ كُلَّ سَاعَةٍ بِالمُتْعَةِ وَ الفَرَحِ تَعَرَّفْتُ على قيمَتي أَكْثَرَ وَ تَعَلَّمْتُ أَنْ أُعْطِيَ الثِّقَةَ الكاملةَ وَ القيمةَ لنفسي و بعدَها أجدُها في الآخرينَ. البعضُ يرَوْنَ التغييرَ منِ النّاحيَةِ الماديَّةِ وَ المكتسبات و على ماذا حصّلوا في هذه السنةِ و لكنَّ التغييرَ الأهمَّ يبدأُ منْ نفسِكَ لأنه و ببساطةٍ لا يمكنُكَ أنْ تجعلَ حياتَكَ مرهونةً على شيءٍ.
حينَ تعودُ إلى دفاتِركَ القديمةِ لترى ماذا كان إنتاجُكَ هذا العام و تجدَ الأمرَ ذاتَهُ، بأنَّكَ فقط كبرتَ و تبدأُ بلومِ نفسِكَ لأنَّكَ لم تصل إلى ما تريدُ و السَّببُ هو أنت هو مشاعرُكَ السَّلبيَّةُ و أحاسيسُكَ الغير منضبطَةِ التي أبعدتْكَ عن تحقيقِ أحلامِكَ فسمحتَ لها بأن تتحكَّمَ بكَ فإن كنتَ تريدُ القِمَّةَ في هذا العام عليكَ بمنحِ نفسِكَ كلَّ الطَّاقةِ و القوَّةِ و العزيمَةِ.
نصيحَتي في السَّنَةِ الجديدَةِ و في كلِّ سنةٍ، ارفُضْ أن تعيشَ الحياةَ العاديَّةَ بل ثابِرْ من أجلِ أحلامِكَ و لا تسبَحْ في نفسِ المستنقعِ. اكتشِفْ نفسَكَ ثمَّ اكتشفْ نفسَكَ مجدَّداً.