الحرامُ الحلالُ!! مقال بقلم✍️زينب سليمي

الحرامُ الحلالُ!! مقال بقلم✍️زينب سليمي


” إِنتِ ما بتستاهلي إِنّو حدا يحبِّك”، ” أنا لازمْ جربِكْ قبلْ ما إِتزوّجكْ”، “أوف شو معقّدة”، ” لوحْ ما بتحسّي”، ” كيف بدي حسّ فيكي من دون ما ألمسك؟”، ” انت هبلة عَ فكرة”، ” تعي منعمِل هيك بسْ بوعدِكْ بتضلّي بنتْ!” هكذا كانَ جوابُ إحداهُنَ؟َ حينَ سُئلَتْ لِما لمْ تتزوّجي بعدْ؟ فهلْ ترُدُّ بجوابٍ معروفٍ” نصيبْ ” أو أن تلتزِمَ الصّمتَ المُجبَرَ مع إِبتسامةٍ طفيفةٍ لأنّها أدركَتْ حتمًا أنّها لنْ تتزوّجَ أبداً لأنها اليومَ تعيشُ ضِمنَ مُجتمعٍ يعتبرُها مذنبةً لمُجرّدِ رفضِها لعلاقةٍ غيرِ شرعيّةٍ أو تحتَ ما يُسمّى حلالًا!
إنّ الفتاةَ الّتي تربَّتْ داخِلَ أُسرةٍ محتشمةٍ وملتزمةٍ دينيّاً فهي قد نشأَتْ على مبدأ المحافظةِ على الجسدِ حيثُ أنَّ الدينَ إسلاميًّا كانَ أو مسيحيًّا يفرضُ هذه الفكرةَ، وأنّ إعطاءَ الجسدِ للرّجلِ يكونُ ضمنَ عقدِ زواجٍ شرعيٍّ بحضورِ شهودٍ، وإن أُعطيَ خارجَ هذا النطاقِ فهو مُحرّمٌ،
فتكبرُ هذه الفتاةُ و معها أفكارٌ تحيطُها أي معها حدودٌ مرسومةٌ بينها و بين الرّجلِ، فتفرِضُها هي عليه…
و هنا تكمنُ المفاجأةُ! يطلبُ الرّجلُ منها أن يلمسَها وإن قالَتْ لا يُهدّدُها بأنَّه سيرحلُ، تقفُ الفتاةُ حائرةً أمامَ ما تربَّتْ عليهِ وأمامَ حُبِّها ماذا تفعل؟ أتتخلّى عن جُهدِ والدَيها لها أو تتخلّى عن حبِّها؟! تقفُ حائرةً أمامَ خياراتٍ لمْ تحدّدْها هيَ، بلْ فُرِضَتْ عليْها، فهلْ تُعطي شيئًا لا أحدَ يمتلِكُهُ غيرُها أم لا؟ فمهما كانَتْ الإجابةُ فهي خاسرةٌ أمامَ أحدهِما!
ألهذه الدرجةِ لا يحقُّ للفتاةِ أنْ تتحكّمَ بأقربِ شيءٍ لروحِها و هو جسدُها؟ ألهذه الدرجةِ تُفرَضُ عليها أمورٌ صعبةٌ؟ ألهذه الدرجةِ تقفُ حائرةً أمامَ مشاعرِها تجاهَ الجميعِ وتجاهَ نفسِها؟!
و حينَ سُئلَتْ ماذا يقولُ لكِ الشّابُ حينَ رفضِكِ لهُ؟ قالَتْ :” ما تخافِي ما رحْ إئذيكي بتضلّي بنتْ يعني” وأنتِ ما كانَ ردُّكِ؟ أجابَتْ:” الشّرفْ مش مقتصِرْ على نقطتين دمّ، لأنو أنا كِلني شرَف من راسي لأجريِّ، الشّرف بكل شي فيني”…
فهلْ الأذى هو فعلاً متمحورٌ حولَ قطراتِ دمِ إحداهُنَّ أم أنَّهُ يتخطّى الجسدَ ليصلَ للرّوحِ و يُبعثرَها فبدلاً من أذى واحد يصبحُ إثنين روحٌ وجسدٌ، فتقفُ أمامَ المرآةِ كلَّ يومٍ وترى آثارَ أصابعِ أحدِهم قد لامسَتْها بحنيَّةٍ، فتبكي وجعاً و قهراً لأنَّهُ رحلَ…!
المشكلةُ الأكبرُ التي نعيشُها أننا أصبحْنا شواذًا! أصبحَ تعدّدُ العلاقاتِ لهوَ أمرٌ عاديٌّ و الإحتشامُ والعِفّةُ لهما شيئان خاطئان!
وأخيرًا و ليسَ آخرًا، ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأملِ فلربَّما هناكَ رجلٌ ينتظرُ الآنَ فتاةً عفيفةً، و لكنْ إذا كنّا اليومَ قد وصلْنا إلى هذا التَّفكيرِ، ما الذي سنصلُ إليهِ في المستقبلِ؟!