فُتِحَت النّوافِذُ ، أطفَئ القمَرُ نُورَهُ ، اختَفَتِ النُّجومُ ،أشرقَتِ الشّمسُ مِن مَخارِجِها ، لُوِّنَت السَّماءُ بِلَونِها الأزرقِ الصَّافِي و بدأتِ الفِرقُ المُوسيقيَّةُ بعزفِ الحانِها الجَمِيلَةِ تَحتَ أشِعةِ ملِكَةِ السَّماءِ الدّافِئةِ.
استيقظَ الجميعُ و قَلبِي أوَّلُهُم، كانَ شُعورُهُ بأنَّهُ اتَى اليومُ المُنتَظر ، احساسٌ خَطفَني إليه و هَمَسني بأنَّني ساتنازَلُ عِن قَلبي لأحدِهِم.
قُرِعَت الأجراسُ و ذهَبَ الجميعُ لمُتابَعةِ أشغالِهِ و بقيتُ أنا وقلبِي نَتناقَشُ حَتى وصَلَ النِّقاشُ إلى أسمى و أجملِ أحوالِه .اتخِذ القرارَ بان تبدأَ أعمالَ التَّسليمِ ، تَمّ اللِّقاءُ المُحدَّدُ إلى أن تمَّت عمَلِيَّةُ السَّلب !
سُلِب قلبي.
لَم أقبل أن تُبنى عَلاقةٌ عاطِفيّة اتُّخِذَ قلبي فيها خلسةً دونَ اذنٍ مُسبقٍ و طلبتُ ان يُسلَّمَ وِفقَ الأصول .
بعدَ مُرورِ فترةٍ زمنيّةٍ وافَقَ القاضِي المُختصُّ بالعاطِفةِ على تسليمهِ تحتَ اجراءاتٍ عاطفيَّةٍ معيّنةٍ ، غابت المُتابعةُ لأيامٍ بسببِ الانشغالاتِ وكانتِ المُفاجئةُ حصولُ تعدّي على دُستورِ الحُبّ و خرقٍ لأنظِمةِ القانونِ العاطفِيّ.تُبخِّر الاهتِمامَ وكأنّهُ بحرٌ تعرّضَ لأشعةِ شمسٍ حارِقة ، اختَفت اللّهفةُ و ماتتِ الاحاسيسُ، هرعَت على الفور و تقدّمتُ بطعنٍ أطالِبُ استعادَةَ قَلبِي، لَم يُطيلَ الرّد و وصلَ بأقلِّ مِن ٢٤ ساعةٍ و احتوَى البريدُ على رسالةٍ في مضمونِها ” انا آسف لَم أكُن جاهِزاً لتحمُّلِ هذه المَسؤوليَّة” فردّت روحِي عليهِ لا داعِي للتبريرِ أطلُبُ استعادَةَ قَلبي شاكراً جُهودَكُم الّتي بذلَت في المُساهمَةِ بتطبيقِ قانونٍ لاشرعيٍّ في الحُبّ.
سافرتِ الشَّمسُ و طلَّ علينا قمرٌ مكسوفٌ متأثِّرٌ بجروحِ قلبِي و نجومٌ يكادُ طفلٌ ان يَعُدّها ، ذَهَبَ الجميعُ و بقيَت دورِيَّةُ أمنٍ خَتمت قَلبِي بالشّمعِ الأحمرِ حتّى إشعارٍ آخرٍ.