ويَجنُّ اللَّيلُ حينَ يبدَأُ جُنوني ولا أدري بعدَ كلِّ ذلِكَ الضَّجيجِ أينَ أقطُنُ في السُّكونِ وأهوى الهوى والهوى يُفضَحُ شذاهُ في تلكَ العيونِ. وكلَّما بدأتُ أحسبُ المسافاتِ يتساءَلُ الوقتُ متى يحينُ اللِّقاءُ .
لا الأيّامُ تنصفُنا بفجرٍ أو غروبٍ، وكيفَ يسطَعُ بدرُ الغربَةِ من البعيدِ وتبًّا لذلكَ القدرِ الذي يحكُمُ بيني وبينَهُ وتبًّا لذلكَ الاشتياقِ الذي ما بَرحَ يُخاطبُ نيرانَ الشَّوقِ واللَّهيبِ ،فأنحَني على سَجدَتي المُحمَّرَةِ بالحَنينِ، أُصلّي رُكعتَيْ الأنينِ ويَنجَلي صَدري مُعزِّيًا ما أودَعَهُ قَلبي من حنينٍ حيثُ لا عينًا رأَتْ ولا أذنٌ سمِعَتْ عن أرواحٍ تُطبطِبُ على نفسِها بنَفسِها ويقتُلُني الاشتياقُ يا حبيبيَ البعيد فأهرُبُ إليكَ لعلّي أدنو من خيالِكَ القريبِ أترضى بأن أسقُطَ كأوراقِ الشَّجرِ في فصلِ الخريفِ ؟و تُحرقُني أنفاسي فيتصاعدُ الدُّخانُ ويُعكِّرُ صفوَ سَمائي ويكشِفُ الصَّدى بجهرٍ ما يُخفيهِ إحساسي فأصرُخُ مُعلنةً إفلاسي وأتفَقَّدُ جُيوبيَ لأراها فارغَةً لا يعتَليها سوى الأحزان.
هاربَةٌ انا منكَ وإليكَ يا حبيبي ولا أدري كيفَ آتي وأمسِكُ بيَدَيكَ وأعودُ الى رُبوعِ العِشقِ وفي كلِّ لحظَةٍ أحتاجُكَ فيها، أتذَكَّرُ أنّني لا أريدُ سوى تذكِرةٍ وجوازِ سفرٍ .
