تراجعَتْ روابِطُ الاساتذَةِ عن الإضرابِ وأعلنوا العودةَ ونَسِيوا أنّ هناكَ أساتذَةً يُطالبونَ بحقوقِهِم وطلّابً بحاجةٍ لتنظيمِ هيكليَّةِ التَّعليمِ للبدءِ من جديدٍ.
وما بينَ العودَةِ واللّا عودَة كان المشهدُ اليومَ مُتفاوِتًا بينَ مؤيِّدٍ والأكثريَّةُ من المعارضينَ، كما أنّ المتعاقدينَ رَفضوا لِحينِ تحقيقِ مطالِبِهم لأنَّ ما قدَّمهُ الوزيرُ لا يُلبّي الحدَّ الأدنى.
فالتَّعليمُ الرّسميُّ أمسى على الهاويَةِ وما بعدَها .
فكلُّ ذلكَ يضعُنا أمامَ الشّمالية مفادُها إلى أينَ ؟ وما هو مصيرُ الأساتذةِ والطُّلابِ؟
وبالعاميَّةِ” كلنا بالهوا سوا”
الوضعُ الاقتصاديُّ الذي نعيشُهُ اليومَ مُزرٍ الى أقصى حدّ وبالتّالي مُرتبِطٌ بالوضعِ التّعليميِّ ،فكيفَ للأُستاذِ أن يذهبَ إلى مكانِ عملِهِ إذا لا يملكُ مالًا لشراءِ قوتِهِ اليوميِّ،ليعيشَ مع عائِلتِهِ عيشَةً كريمَةً.
أما حانَ للدَّولةِ أن تصحوَ من نومِها العميقِ ،ما عادَ أحدٌ قادرًا على الصُّمودِ أمامَ التحدِّياتِ التي تُواجِهُ المُعلِّمينَ ،وما حصلَ اليومَ كان مشهدًا مصيريًّا يُسيطرُ عليهِ العِصيانُ.
القطاعُ التَّعليميُّ اليومَ انهدمَت أساساتُهُ فكيفَ لهُ أن يستمرَّ بعشوائيَّةٍ لا بدَّ من تصحيحِ الكوارثِ التي طالتهُ منذُ أوَّلِ الأزمةِ فلا بدَّ من تأسيسِ نظامٍ وهيكلٍ تعليميٍّ غير متخبِّطٍ بعوائقٍ تشملُ كيانهُ من الجذورِ .
لا وألفُ لا،فالتّرقيعُ ليسَ حلًّا .
معركةُ كسرِ العظمِ بدأت ،اعتصامٌ حاشدٌ أمامَ وزارةِ التّربيةِ للمُطالبةِ بحقوقهِم وتصحيحِ رواتبهِم ،رفعَ عددٌ منَ الاساتذةِ لافتاتٍ مكتوبٌ عليها “لنا القرار يا روابط العار “
وهذا الاعتصامُ نفَّذَهُ عددٌ من الاساتذةِ لأنّهم لم يحصلوا إلّا على وعودٍ بدفعِ جزءٍ من الحقوقِ مقابلَ مراسيمٍ وتعاميمٍ
لا اموال ولا دعم من جهاتٍ مانحةٍ، فلم يُدفع منها أيُّ دولارٍ لليومِ.
إذاً العودةُ مرتبطةٌ بتحقيقِ المطالبِ ولحينِ تحقيقِها سيبقى الوضعُ على حالهِ بين عودةٍ واللّا عودة.
