العقلُ أم القلبُ، مقال بقلم ✍️زينب محسن

العقلُ أم القلبُ، مقال بقلم ✍️زينب محسن

بينَ العقلِ و القلبِ صراعٌ لا يكتفي بالانتهاءِ و ما إن بدأَ، ستعيشُ في دوّامةِ أفكارٍ تقفُ فيها نفسُكَ تسمعُ تارةً للعقلِ و طوراً للقلبِ لتخرجَ خاسرًا أمامَ مشهدٍ عجزَ الكثيرُ عن وصفِهِ بدقَّتهِ و حرفِيَّتِهِ،
فقط نفسكَ تعلمُ ما معنى أن يكونَ للعقلِ كلامُهُ و للقلبِ كلامٌ آخرَ.

كما نعلمُ جميعاً أنّ العقلَ دائماً هو الذي يتحكَّمُ بنا نفكِّرُ، نقرِّرُ، نعملُ، نبني، نصنعُ، نبدأُ، ندمِّرُ منه فقط لأنَّهُ ببساطةٍ هو جوهرُ وجودنا و سيِّدُ قرارتِنا و المفارقةُ هنا عندَما يصطدمُ سيِّدُ القرارِ هذا بسيِّدِ المشاعرِ و العاطفةِ ( القلب) فنحبُّ و نكرهُ نحزنُ و نفرحُ نتمنّى و نتحسَّرُ منه فالسّؤالُ الذي يكمنُ هنا ماذا لو أرادَ القلبُ ما رفضهُ العقلُ؟
هذا السّؤالُ الخطيرُ ، يستدعي من نفسِكَ الكثيرَ و الكثيرَ من الجُهدِ و التَّفكيرِ الزّائدِ و كلٌّ منّا معرَّضٌ بأن يقفَ أمامَ مرآتهِ و يسألَ نفسهُ هذا السُّؤالَ فالمنتصرُ هنا هو من يعلمُ كيف يوازنُ تفكيرهُ ليصلَ الى الفكرةِ السَّليمةِ.
فلنتمعّن أكثر لندركَ اللُّغزَ بين العقلِ و القلبِ. على سبيلِ المثالِ عندما تستحوذُ فكرةُ الإعجابِ لشخصٍ ما فنبدأ بالاهتمامِ بهِ و تقديمِ المشاعرِ له ، فكرةُ الإعجابِ هذه هي مصدرُها العقلُ فلولا عقلنا أولاً لم نقتنع بفكرةِ الإعجابِ هذه لذلك و كما يِقال ” ضع قليلاً من قلبكَ على عقلكَ فيلينُ، وضع قليلاً من عقلكَ على قلبك فيستقيمُ”.

في الختامِ، و على الرُّغمِ من التَّفاوتِ الكبيرِ بينهم فكلٌّ منهم يُكملُ الآخرَ، فكلُّ ما عليكَ هو المحافظةُ على نقاءِ قلبكَ و صفاءِ عقلكَ فالسَّعادةُ في العقلِ المدبِّرِ و القلبِ المصوِّرِ!