مِنْ تَعَلُّقِ قَلْبِهِ بِغَيْرِ اللَّهِ عَذَّبَ بِهِ قاعِدَةً حَياتيَّةً تَجْعَلُكَ تَتَأَمَّلُ كُلَّ حَرْفٍ فَيَخْشَعُ قَلْبُكَ حَسْرَةً عَلَى أَشْخاصٍ كَانَتْ فِي حَياتِكَ وَمَضَتْ مِنْ دُونِ تَبْريرٍ فَتَرَكَتْ فِي قَلْبِكَ شُعْلَةَ جَمْرِ . هَذِهِ الشُّعْلَةُ اَلَّتِي تُحْرِقُكَ روَيْدًا روَيْدًا تُذَكِّرُكَ وَ تَأَنِّبُكِ لِتُطْلِعَكَ عَلَى حَقيقَةِ مَا فَعَلْتَ بِقَلْبِكَ اَلَّذِي جَعَلَتْهُ يَتَعَلَّقُ بِغَيْرِ خالِقِهِ فَكَانَتْ نِهايَتُها لَا تُرْضِيكَ . فَاَلْبِدايَةُ اَلَّتِي لَا تُرْضي اللَّهَ لَا تُرْضي صاحِبَها . أَيُّ شَيْءٍ يَتَعَلَّقُ بِهِ الإِنْسانُ إِمَّا يُحْرَمُ مِنْهُ وَ إِمَّا يَجْعَلُهُ اللَّهُ يَتَعَلَّمُ دَرْسًا لَا يَنْسَاه ، وَذَلِكَ اَلَّذِي فَهِمْتُهُ بَعْدَ عِدَّةِ كُتُبٍ وَتَجارُبٍ لِأَشْخَاصٍ كُنْتُ الشّاهِدَ عَلَيْهَا ، اَلْأَمْرُ اَلَّذِي جَعَلَنِي اسْتَغْرَقُ الكَثيرَ مِنَ التَّفْكيرِ المُضْني وَ المُسْتَمِرِّ وَ النَّتيجَةُ اَلَّتِي أَدْرَكْتُهَا أَنَّ الحُبَّ هوَ لِسَائِرِ المَخْلُوقَاتِ وَ لَكِنْ يَبْقَى التَّعَلُّقُ لِلهِ وَحْدَهُ . الحُبُّ هوَ الرَّحْمَةُ و المَوَدَّةُ هوَ تِلْكَ المَشاعِرُ السّاميَةُ اَلَّتِي تُضْفيها عَلَى مَنْ تُحِبُّ فَتَجْعَلُهُ يُشْرِقُ وَ يَرَى النّورَ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنْ خِلَالِكَ فَقَطْ . هوَ شُعورُكَ بِالْأَمَانِ بِإسْنادِ ظَهْرِكَ إلى الوَرَاءِ مُتَيَقِّنًا بَأنَّ هُنَاكَ مَنْ سَيَسْنُدُكَ لِأَنَّ الحُبَّ الحَقيقيَّ مَصْدَرُهُ الفِكْرُ اَلَّذِي يَصُبُّ فِي النُّضْجِ العَقْليِّ ، تَبْقَى المُصيبَةُ إِذَا القَلْبُ أَفْرَطَ بِالْحُبِّ فَبَدَأَ التَّعَلُّقَ ذَلِكَ الشُّعورُ السَّلْبيُّ اَلَّذِي لَا يُشْبِهُ الحُبَّ بَلْ يُصيبُكَ بِاَلْثِّقَلِ وَ العَجْزِ فِي التَّخَلُّصِ مِنْهُ لِتَبْقَى الحَرْبُ مَعَ نَفْسِكَ اَلَّتِي هِيَ مِنْ أقْسَى الحُروبِ وَ تَكونُ خَسائِرُها فادِحَةً لِتَبْدَأَ بَعْدَهَا تُفَكِّرُ بِرِحْلَةِ اَلْتِشافي وَ اَلْتَخَطّي العاطِفيِّ . اعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ فَرْدٍ مِنَّا هَزيمَتُهُ اَلَّتِي وَعَدَ نَفْسَهُ مِرَارًا وَ تَكْرَارًا بِأَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَيها و يُكَرِّرَهَا وَ لَكِنَّ الإِنْسانَ بِطَبِيعَتِهِ مُنْحَدَرٌ لِلرُّجُوعِ وَ لِلسُّقُوطِ فَدَعْكَ مِنْ مُوَاسَاتِكَ بِاَلْأَشْعارِ وَ القَصائِدِ وَ عُدْ إلى ذاتِكَ لِتَكْتَشِفَها أَكْثَرَ فَهَيّا مَعًا إلى رِحْلَةَ اَلْتِشافي وَ السَّلامِ الدّاخِليِّ …
