تُعتبرُ القدسُ منَ المدنِ العريقةِ، لها تاريخٌ عريقٌ وكبير، وهي عاصمة فلسطين، الّتي يوجد بها عددٌ كبيرٌ من المواطنين الّذين يحملون أرواحهم على أكُفّهم من أجل الدّفاع عن بلدهم، كما تعتبر من اهمّ الرّموز الدّينيّة الموجودة في العالم، نظراً لوجود المسجد الأقصى فيها، والّذي يعدُّ القبلة الأولى الّتي كان يصلّي فيها المسلمون، قبل أن يأمر الرّبّ عزّ وجلّ نبيّه محمّد صلّى الّله عليه وآله بأن يجعلَ من الكعبة الشّريفة قبلةً للمسلمين.
لم تعُدِ الصّوَرُ وحدها كافيةً للتّعبير عن حالة الشّجن والثّورة داخل نفوس العرب والفلسطينيّين والمسلمين في مختلف أقطار العالم، من مستخدِمي الفيس بوك وتويتر وغيرها من المواقع الاجتماعيّة المنتشرة،لذلك اتّجهوا للعبارات والكلمات المؤثّرة الّتي تُظهر حسرتَهم وأملهم الدّائم بالنّصر القريب وتحرير القدس وكافّة أراضي فلسطين الأبيّة من قبضة العدوّ الصّهيونيّ الغاصب.
للقضيّة الفلسطينيّة نكهةٌ خاصّةٌ ومختلفة في شعر نزار قبّاني، حيث شغلتْ رأيَهُ وأضحَت همّهُ الوحيد، وقضيّتَهُ الأولى الّتي طرحها في شعره، وأصبحت هاجسهُ الأوّلَ والوحيد،فكتبَ عدّة قصائد أهمّها :قصيدة”يا قدس” والّتي تقول:
يا قدسُ، يا منارةَ الشّرائع
يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
حزينةٌ عيناكِ، يامدينةَ البتول
يا واحةً ظليلةً مرّ بها الرّسول
حزينةٌ حجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
وقصيدة “طريق واحد” :
قولوا… لِمَن يسأل عن قصِيّتي
بارودتي.. صارت هي القضيّة..
أصبحَ عندي الآنَ بندقيّة..
أصبحتُ في قائمةِ الثّوّار
أفترشُ الأشواكَ والغبار…
ولن ننسى فيروز، الّتي حملت القدس في قلبها وأغانيها، وأنشدت لأجلها العديد من الأغاني الّتي تدعم مقاومة شعبها، ضدّ الاحتلال الغاصب وجرائمه الفظيعة في حقّه.
فقالت:”عيونُنا إليكِ ترحلُ كلّ يوم”. وهي لم تغنّ للقدس من منطلق عروبتها ورمزيّتها الكبرى ولا لمكانتها التّريخيّة،
ولكنّها غنّت القدس بطبيعتها بتفاصيلها اليوميّة العاديّة.
ستبقى القدسُ عاصمة فلسطين، ومهما حاول الكيان الصّهيونيّ أن يغيّر ويزوّر تلك الحقيقة، لن يُفلحَ أبدا.