يا شعبَ لبنانَ العظيم، يا أيقونةَ الشّعوب.
في وطني يُذلُّ الصّغير والكبير، وها هم شبّانٌ في عمر الرّبيع يهاجرون.
في وطن أصبح كمدينة الأشباح، بات العيشُ فيه مخيفاً.
فيا أبناء الوطن، هل سيكون حلُّكم الأوحد هو الهجرة؟
إنّ ما تشهدُهُ أيّامُنا هذه من انهيارٍ اقتصاديٍّ مؤلم، يدفعنا للهجرة إلى بلاد محترمة.
في وطني، الرّئيسُ غائبٌ عن السّمع، وقد ترك الوطنَ غارقاً في بحر كبير من الفساد والانهيار، وسبب هذا كلّه الاستهتار والاستخفاف بحياة البشر وحقوقهم.
ها نحن اليوم نخسرُ ورودَنا الصّاعدة، عباقرةَ الغد، وأصحابَ العقول النَّيِّرة.
نعم يا سادة، نحن في وطنٍ ماتت فيه الكرامة، والذّلّ يرافقنا كالظّلّ في كلّ زمان ومكان.
يا زهرة الشّباب، يا إخوتي في الوطن، كيف علينا أن نتزوّج ونحن لم يتبقّ لنا سوى الكرامة. أصبحنا غرباء في وطننا، صار واجباً علينا أن نفتّشَ عن وطنٍ بديل نؤمّن فيه مستقبلنا ومستقبل أولادنا، تاركين هذا البلد المشؤوم.
أيّها الزّعماءُ،أين أنتم؟ يا مَن كنتم السّبب في موت الوطن، قتلتموه بسيوف فسادكم وطمعكم، نهبتموه حتّى آخر رمق، وكنتم السّبب الرّئيس لابتعادنا عنه.
وأختم، ليس بالوداع، إنّما إلى الّلقاء يا وطني الحبيب، يومَ تعودُ كما كنت، وتنهض من تحت الرّماد.
أنعيك وطني بأسف. فإنّ للّه وإنّ إليك راجعون. وطني يحتضر، فمن يعيد الحياة إليه من جديد؟