“قالَ الإمامُ الحُسين “ع” إنْ لم يكُن لكُم دينٌ و كنتُم لا تخافونَ المعادَ فَكونوا أحراراً في دنياكُم” ، اذاً الإنسانُ هُنا يفكِّر بحريّةٍ ليَرى الحقّ من الباطِل و الخيرَ من الشرّ، فما عِن ذلكَ الجيشِ الإسرائيليّ الصّهيونيّ المُحتلّ و المختلِّ ضميريّاً و عقليّاً لا تكادُ أقبحُ الكلماتِ ان تصفَ مدَى بطشِه و جوْرِه بحقِّ المُستضعفينَ و الأبرياءِ و الأطفالِ و الشيوخِ و النساءِ، لتصمُت هُنا قليلاً و تفكِّر أيَّ نوعٍ من البشرِ هؤلاء؟ لا إنّهم ليسوا منَ البشرِ، بل هُم كلابٌ ناطقةٌ جائعةٌ تتغذّى بالقتلِ و الدم بواسِطةِ مدافِعهِم و دباباتِهم الّذين يتغنّونَ بها عِن بعيدٍ و كما يشائونَ، إنّهم أجبنُ الجُبناء.
المُبكي، أنّ ما حصلَ في فِلسطينَ مِن استهدافٍ لمُستشفى المَعمَداني فِي قِطاع غزّة و الذي أسفر عنهُ ما يقاربُ الألفَ و مئةِ شهيدٍ هِي بحدِّ ذاتِها جريمَةٌ كُبرى يحاسَبُ عليها دولياً لأنّها تُعتبرُ مِن أشنعِ الجرائمِ و لأنّها ممنوعةٌ أساساً في القوانينِ الدُّوليّة و على الرُّغمِ مِن هذا انّهم مُستمرّين بالقصفِ، على الرُّغمِ مِن جميعِ الاستِنكارِ الّذي حصلَ و جميعِ الأحزابِ الّتي دانت هذهِ الجريمَةَ و على الرُّغمِ من دموعِ الأمّهاتِ و مِن صرخاتِ الأطفالِ و من رغيفِ الخبزِ الّذي لا يزالُ عالقاً في يَدِ الفتاةِ الّتي انهكها الجُوعُ و العَطش ، استمرّوا بقصفِ المَدارِس و المساجِد كأنَّ شيئاً لَم يَكُن، هل اندثرَ مُصطلحُ الإنسانيّة؟ هل اختَفت مُنظّمة حقوقِ الانسان، هَل أقفلت المحاكِمُ الدّولية و مِنَ الدّول الكبرى ليسَ هناك تطور ؟ اختفى كل هذا ! نعم ادركنا هَذا اليوم .
ماذا تنتَظِرون؟ ما النَّفعُ لأطفالِ غزّةَ و نِسائِها مِن خِطابِكُم الّذي لا يتعدّى الثّلاثَ دقائِق في وقتٍ عَرجَ فيهِ اكثُر من ثلاثةِ آلاف ِشهيدٍ في اقلِّ من عَشرةِ ايّام ؟ ماذا سيبقى مِن غَزّة بعد؟
لكِ اللهُ يا فلسطينَ لكِ الله ، صبراً ونصراً من اللهِ غيرَ بعيدٍ، يا قُدسَنا السّليبَ و يا زهرةً وسطَ الأشواكِ ، عُشتُم كالصّقورِ و ذهبتُهم كالأسودِ شامخينَ ،كلُّنا للوطنِ وكُلنا لفِلسطين.