كَما نَعلمُ جَمِيعًا، أنِ ألأغتِيال هُوَ مُصّطَلَح يُستَعمَلُ لِوَصف عَمَلِيةِ قَتلٍ وَ الّتي في العادة تَسْتَهدِفُ شَخْصِيَةً مُهِمَةً و ذاتَ تَأثيرٍ فِكريْ و سَياسيْ لِأسبابٍ مُتَعدِدَة و لِأهدافٍ بارِزة، فَكَما شَهِدنا في الآوِنَة ألأخيرة إنتِقال العَدو إلى مَرحَلَة ألإغتِيالاتْ الّتي كَانتْ في السّابِقِ تُنَفَذ بالرَصاص عَبرَ قُواتٍ خاصّةٍ أو بِتَفجير عُبوَةً داخِلَ سِيّارة، لكنْ أليوم وَخاصَةً بَعدَ اغتيالِ صالِح العاروري في الضّاحِيَة ألجَنوبيّة شَهِدَ العالم استِخدامَ التِكنُولوجيا الحديثةِ عَبرَ طائِرةٍ مُسَيَّرَة مِنْ دُونِ طَيّار وَ عَلى عُلُوٍ مُرتَفِع حَيثُ تَطلِق صَواريخ فائِقَةَ الدِقَة لتُصيبَ هَدَفَها الدَّقيق مِنْ دونَ أنْ تُؤدّي إلى أضرارٍ في المباني المحيطةِ أو إلى قَتلِ مَدَنِيين.
وَ أيضًا في تِقَنِياتِها يَستَخدِمُ العَدَو طائِراتٍ مُسبِقَة البرمَجَة وتَعمَل على إكتِسابِ المَعلومة و ألإستِطلاع، أمّا إلى جِهَة ألإغتِيال فَإنَهُ يَتُم عَبْرَ تَخْزين ألبَصمة ألصَّوتِية للشَخصِيةِ المستهدفةِ أو البَصمةِ الحَرارِية لِدى إستِعماله لِهاتِفهِ لِمَرّة واحِدَة فيَتِمُّ اغتيالُه.
وَمِنْ هُنا يُكمِن السُّؤال و يُمكِن لَفتُ ألنَّظر إلى غِيابٍ مَلحوظٍ للسِيادَة اللُّبنانِية فَلَو كانتْ مُصَانةً وَلا تَتَعرّض لِلخُروقاتِ لَمَا كانَ لِلعدُوِّ أنْ يَأخُذَ حُرِّيَتَه وَيَتَجرأ بالتَحليق لِيَصل إلى مَشارِف العاصِمَة .
ألمُقاومة بِدَورِها و بِضَربِها لِقاعِدة ميرونْ العسّكرِيّة تَمَكّنتْ مِنْ التَأثير عَلى حَرَكةْ ألطائِرات وَوسائِل دَعمَ ألسِّلاح الجَوي لِيَعود ألعَدَو بِدَورِه لِتَطوير نِظام ألتَحكُم ألجَوّي مِمَا يَدفع حِ.ز.ب الله إلى تَكْثيف عَمَلِيّاتِه أكثَر وَ إلى المَزيد مِنْ استهدافِ مَواقِع العدو.