مَنّ مِنَّا لَمْ تَتَسَلَّلْ يَومًا الأفْكَارُ السَّلْبِيَّة إلى دَاخِلِهِ؟
مَنْ مِنَّا لَمْ يَعِشْ يَومًا خَوفًا يَخْشَى مِن وقُوعِهِ؟
مَنْ مٍنَّا لَمْ تَسْرِقهُ أفْكَارُهُ إلَى عَالَمٍ آخَرْ يَمْلَأُهُ القَلَقْ وَالأَرَقْ؟
لكِنْ كَيْفَ سَنُواجِهُ كُلَ هَذِهِ الأفْكَار وَ مَا هِيَ الوَسِيلَة؟
لَقَدْ أَجْمَعْتْ مُعْظَمُ الدَّراسَاتِ أنَ نُموَّ الأفْكَارِ السَّلبِيَة أمْرٌ طَبِيعِي فِي داخِلِ الإنْسَانِ، إنَّما التَمَادِي بِإعطَائِهِ الأهَمِيَة يَجْعَل مِنَّا مُستَسلِمينَ لَهُ، مَا يَنعَكِسُ سَلبًا عَلى حَياتِنا وَ يُحَوِلَها إلى بَائِسَةٍ، مَا يُصَعِّبُ بِذلِكْ عَلَيْنا الخُرُوجُ مِنْ هَذهِ المَتَاهَة الإمْتِناهِيَة لِلأفْكَارِ السَّودَاءِ المَوجُودَةِ دَاخِلَ العَالَمِ البَاطِنِي في العَقْلِ .
إلَّا أنَّنَا بِبَعْضِ الخُطْواتِ البَسِيطَة سَنَتَغَلَّبُ عَلَى مَخَاوِفِنَا وَ نُقَلِّلُ التَفْكِيرَ بِهَا
أوَلاً :لَعلَّ عَادَةَ ألإسْتِيقاظِ باكراً و تَرَتِيبِ أفْكَارِنَا وَمَشاعِرِنَا عَبْرَ الكِتَابَة مِنْ أهَمْ العَنَاصِر المُساعِدَة
ثانِيًا: التَّأمُل لِبَعْضِ الوَقتِ وَسَطَ الهُدُوءْ يُعطِي شُعُورِ الرَّاحَة
ثالِثًا: مُمَارَسَةُ الرِياضَة بإنْتِظَامٍ وَ خَاصَةً رِياضَة الرَّكْض
رابِعًا: خَالِطْ الأشْخَاصَ الإيجَابٍيينَ الَّذينَ يَعطُوكَ الطَّاقَة الإيجَابَِّية
خامِسًا : جَرِّب أنْ تَتَحدَّثَ مَعْ نَفْسِكَ بِكُلِ الأحلامِ وَالطُمُوحاتِ وَ حَفِزْ نَفْسَكَ بِنَفسِكْ
سادِسًا: حَدِدْ مَا تُريدُ تَغيِرَهُ في نَفْسَكْ
سابِعًا: قَيِمْ نَفسَكَ بَعدَ كُلِ تَغْييرٍ وَ شَاهِدِ الفَرقْ
هَذهِ بَعضُ الطُرُقْ البَسِيطَة و السَّهلَة الَّتِي يَستَطيعُ أيٌّ مِنَّا القِيامَ بِهَا لَكِنْ يَا عَزِيزِي تَذَكَّر دائِمًا إذا لَمْ تَنْوِي التَّغيير فَلَنْ تَتَغَيَّرْ، هَيَّا بِنَا لِنَبْنِي عَالَمًا بالإيجَابِيَّةِ وَ الفَرَحْ وَ لِنُغَيِرْ نَظْرَتَنَا للْحَياة وَلِتَخْتَلِفْ معاييرُ الدُّنيا لَدَينَا وَ نُعْطِي الأَولَويَّةَ لأنْفُسِنا، فَالعُمرُ يَمضِي مِنَّا وَ تَسرِقُنَا الحَياة بُغتَتاً، فَلنَعِشْ أحْرارًا بِتَفكِيرِنا وَ لِنَتَغيَّر لِلأَفْضَلِ .
